عاش 80 مسافرا على متن طائرة تابعة لشركة جيت فوريو، رعبا حقيقيا يوم الأربعاء الماضي، في الرحلة التي انطلقت من مطار برشلونة بإسبانيا في اتجاه البيضاء. وحسب إفادة ركاب كانوا على متن الطائرة، فإن الألطاف الإلهية وحدها منعت انفجار الطائرة في الفضاء وهلاك جل ركابها، إذ أن الطائرة التي كانت رحلتها تحمل رقم 8/ 573وموعد انطلاقها مبرمج في حوالي منتصف الليل إلا ربعا، عرفت تأخيرا كبيرا في الإقلاع، قبل أن تتحول الرحلة في ما بعد إلى كابوس حقيقي، لم يخرج منه المسافرون إلا وهم في حالة نفسية متدهورة. وأوضحت مصادر صحافية أن أحد محركي الطائرة انفجر مباشرة بعد الإقلاع واشتعلت فيه النيران، فساد الذعر داخل الطائرة. وفي التفاصيل، روت المصادرعينها أن الرحلة المشؤومة بدأت بإنذارات، لم يستسغها المسافرون، سيما التأخير الذي استمر أربع ساعات، فعوض انطلاق الرحلة في منتصف الليل إلا ربع، لم تقلع إلا في حدود الساعة الرابعة وبضع دقائق، وظل المسافرون خلال فترة الانتظار في حيرة من أمرهم، لعدم وجود أي مخاطب يمكنه أن يشرح لهم أسباب التأخير ويخبرهم بالموعد الذي ستنطلق فيه الرحلة. ولم تتبدد حيرة المسافرين بل ازداد معها التوتر، حتى عند الصعود إلى الطائرة. إذ علم أنها كانت في مهمة أخرى، وأنيطت بها رحلة من برشلونة إلى الناظور، وهو ما أخرها كل تلك الفترة، وضرب بعرض الحائط التزامات الشركة مع المسافرين المتوجهين إلى الدارالبيضاء، كما لم يعلم سبب تكليف الطائرة بتلك المهمة أهو عطب في طائرة أخرى أم غير ذلك؟ وما إن ربط الركاب أحزمة السلامة وأقلعت الطائرة، تضيف المصادر نفسها، حتى بدأت معاناة أخرى أشد وألم، سيما بعد سماع دوي انفجار، مصحوب باهتزاز قوي واشتعال النيران في أحد الجناحين، ليعلم الجميع بعد ذلك، أن الأمر يتعلق بانفجار أحد محركي الطائرة. ساد الهلع وسط المسافرين، كما عم أفراد الطاقم، وشوهدت مضيفة وهي تبكي ليتم إدخالها إلى المرحاض، فيما جلس أخر وهو يمسك حزامه، وظل الربان ينسق مع مضيف ثالث، عهد إليه بمراقبة درجة ومستوى النيران، إذ كان لا يبرح زجاج النافذة المقابلة للجناح المشتعل. اضطر الربان بحنكة عالية إلى رفع مستوى تحليق الطائرة بحوالي 800 قدم، لاستحالة الهبوط، واستمر كذلك إلى أن وجه الطائرة إلى منطقة معينة حيث أفرغ حمولة الوقود الكيروزين تفاديا لأي انفجار عند الهبوط، وظل ينسق مع المضيف الثالث الذي يراقب مستوى النيران، بعد ذلك شرعت الطائرة في النزول إلى أن زفت إلى الركاب بشرى نجاح الهبوط الاضطراري بمطار برشلونة الذي انطلقت منه. عندما وطأت أرجل الركاب الأرض بالمطار، لم يجدوا من يستقبلهم أو يخفف معاناتهم، فلا طبيب نفسي ولا مساعدات اجتماعيات ولا مواساة ولا أي معاملة من المعاملات التي تسود في مثل هذه الحالة، فقط رجال الوقاية المدنية الذين أسرعوا نحو الطائرة وطوقوها. وفوجئ الركاب أكثر عندما أدركوا أن ممثل شركة جيت فوريو لم يكن حاضرا، ولم يتكلف أي أحد بإشفاء غليل تساؤلاتهم، ما حذا بالبعض إلى العودة من حيث أتى فيما فضل أخرون حجز تذاكرهم من شركة أخرى للتوجه نحو المغرب.