بانتصار فريق الفتح الرياضي على الوداد الفاسي، برسم الدورة 27 من البطولة، يكون فريق العاصمة الرباط قد سجل انتصاره الرابع عشر، وبذلك يعود بقوة إلى المنافسة على لقب أول بطولة احترافية، في حين حصد فريق «الواف» هزيمته الثالثة عشر، وبذلك بقي مشدودا بقوة إلى المنطقة المكهربة المؤدية إلى مغادرة قسم الكبار. هزيمة وداد فاس لم تكن منطقية، بعد العرض الجيد الذي قدمه ضد فريق تصدر البطولة منذ بدايتها. فقد نهج لعبا جماعيا منسجما، واعتمد لعبا مفتوحا فيه الكثير من الجمل الكروية الجميلة، التي تؤكد أن المرتبة المقلقة التي يحتلها لاتعكس البتة تلك الإمكانيات الفردية، التي يتوفر عليها لاعبوه. لعب فريق وداد فاس المفتوح كانت نتيجته استقبال هدف مبكر في الدقيقة العاشرة من طرف اللاعب البحري، الذي سدد كرة رأسية قوية، مستغلا غياب رد سريع للدفاع، الذي تأخر في استباق البحري ، الذي كان في زاوية لم تترك للحارس البورقادي أي حظ لصد الكرة مرة ثانية، بعد أن أبعدها في مرة سابقة. هذا الهدف، زاد لاعبي فريق الواف إصرارا واندفاعا، فكانت البينيات القصيرة، والتمريرات العميقة، والتسديد من بعيد، فكانت واحدة فشل الحارس بادة في إبعادها، ليتصدى لها اللاعب بن جلون بقوة، وليعدل الكفة في الدقيقة 25. رد «الواف» السريع حتم على جمال السلامي ترتيب الأوراق، ونهج لعب فيه الكثير من التركيز، مع الإعتماد على الأجنحة، وإسقاط العديد من المقوسات العرضية، والتوغل من الوسط بالإعتماد على المرتدات، انتهت واحدة بإعلان مساعد الحكم عن ضربة جزاء في الدقيقة 37 ، بالرغم من كون الحكم مبروك كان قريبا من العملية، وليساير مساعده في قراره. قرار الحكم، نفذه المدافع بوخريص بنجاح ، وليهدي التفوق لفريق الفتح، وليعطيه مزيدا من الثقة، ولينهي الشوط الأول متفوقا ومطمئنا على بقائه في صف الباحثين عن التتويج. الشوط الثاني، بدأ قويا، باندفاع قوي من طرف فريق الواف الذي يعرف جيدا بأن الهزيمة هي جذب قوي نحو القسم الوطني الثاني. هذا الإحساس، جعل لاعبيه يضغطون، ويخلقون الكثير من الفرص، وبالتالي يحصلون على سلسلة متتالية من الركنيات التي خلقت الكثير من المتاعب للحارس بادة ، الذي تدخل لإبعاد بعضها كما تدخل عدم تركيز لاعبي الواف لإفشال الآخر. وحتى يخفف جمال السلامي من ضغط الواف، لجأ إلى دكة الإحتياط، وقام بثلاثة تغيرات، تغييرات أعطت الإطمئنان، وحدت من اندفاع الفاسيين، ولينتهي النزال بانتصار الفتح. انتصار احتج عليه لاعبو فريق الواف على الحكم مبروك عند نهاية المباراة، والذي إضافة إلى انسياقه وراء مساعده أخرج عشرة أوراق صفراء، وبذلك يبقى الإحتجاج لصيقا بالحكم مبروك. تصريح جمال السلامي، مدرب فريق الفتح الرياضي: «انتصارنا خلال هذه المباراة مهم جدا، لأنه أبعد الفريق عن هاجس النتائج السلبية، التي أثرت على مسارنا خلال المبارتين الأخيرتين. بعد تسجيل الهدف الأول، تراجع لاعبو فريقي إلى الدفاع بتلقائية، الشيء الذي منح فريق الواف مساحات كبيرة للتقدم، وبالتالي تسجيل هدف التعادل. تدارك الخطأ جعلنا نعود في النتيجة وبالتالي نعود إلى التنافس على البطولة بهذا الانتصار».