بانتصار أولمبيك آسفي على الفتح الرياضي بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله بالرباط، برسم الدورة 25 من البطولة الوطنية، بهدفين مقابل هدف واحد، يكون القرش المسفيوي، قد بعثر أوراق المقدمة وزادها تشويقا بإعادة الأمل لفريق الرجاء، للتنافس على البطولة، خاصة وأنه سيستقبل فريق الفتح، خلال المباراة المؤجلة. ثقة فريق الفتح بقوته داخل الميدان- ورغبته في تعميق الفارق بينه وبين المطارد المغرب التطواني، المنهزم أمام شباب الريف الحسيمي- جعلته يلعب بشكل مفتوح، من دون أن يضع في الحسبان، العودة القوية للقرش المسفيوي. هذا المعطى جعل المدرب عبد الهادي السكتيوي يلعب أوراق تحدي هزم الزعيم، وتأكيد النتائج السابقة، فعمد إلى الضغط بقوة على مرمى الحارس بادة، بالاعتماد على اللعب السريع، وقوة اختراق رفيق عبد الصمد، والتموضع الذكي للاعب حمد الله، الذي وظف ليلعب بدون كرة في الكثير من الأحيان، الشيء الذي خلق الكثير من المتاعب لدفاع فريق الفتح الرياضي، المفتقد لصمام الأمان بغياب اللاعب بنشريفة. الضعط الهجومي لفريق أولمبيك آسفي، زاده قوة تماسك خطوطه وتقاربها وملء وسط الميدان، والاعتماد على اللمسة الوحيدة والتمريرات القصيرة، التي أعطت الكثير من الدقة، وسهلت على لاعبي الوسط أن يكونوا قوة عددية عند الهجوم، لتأتي الدققية 36 التي منحت القرش المسفيوي ضربة حرة، كانت الكرة منها ثابتة في شباك الحارس بادة، الذي لم يجد إلا عينيه ليتابع بهما تسديدة رفيق عبد الصمد الذكية، ولولا أن نابت العارضة عنه لسجل رفيق هدفه الثاني من نفس المكان وبنفس الطريقة. الهدف والتهديد، جعلا جمال السلامي، يعيد قراءة المبارة، ويسد ممرات الوسط، لكن الحكم العشيري أوقف العداد، ليعلن نهاية الشوط الأول، وليمكن المدربين من إعادة ترتيب الأوراق، التي اعتقد جمال السلامي أنه رتبها بعد أن سجل ممادو هدف التعادل في الدقيقة 56، بعد استقبال كرة من ركنية نفذها فهيم بذكاء، وتصدى لها مامادو بضربة رأسية قوية، استغل فيها عدم خروج الحارس مارويك وشرود الدفاع المسفيوي. هذا الهدف أعاد الثقة للاعبي الفتح، فتسلموا المبادرة وضغطوا بسلسلة من المحاولات، برز فيها البحري الذي أضاع الكثير من الفرص. ضغط الفتح استغله السكتيوي جيدا عبر المرتدات، خاصة مع عدم وجود قوة د فاعية قادرة على الحد من انسلالات حمد الله، الذي كان يتوصل بكرات مليمترية عميقة، أضاعها في الأمتار الأخيرة، وبما أن الجرة لاتسلم دائما، فقد كسرها الزيتوني، بعد أن رأى الحكم العاشري عرقلته لحمد الله داخل مربع العمليات، بعد توغل سريع وخطير في الدقيقة 63، فأعلن عن ضربة جزاء، نفذها بنجاح حمد الله ليعيد التفوق لفريقه، ويبعثر من جديد أوراق جمال السلامي، الذي لجأ إلى دكة الاحتياط، كما عمل على الرفع من عدد المهاجمين بالضعط بلاعبي الوسط والمدافعين، فخلق الكثير من الفرص لكن الضغط النفسي، الذي كان عليه لاعبو الفتح أبعدهم عن التركيز، فضاعت الكثير من المحاولات، بالرغم من التوغل وسط مربع العمليات، وارتباك الدفاع المسفيوي في ثلاث مرات، ومطالبة الفتح بضربة جزاء، فإن عداد الأهداف بقي في ثلاثة، مع كفة راجحة للمسفيويين الذين كان بإمكاتهم تعميق الفارق في آخر اللحظات، وليخلقوا الحدث بالعاصمة الرباط، وليفتحوا عين الدارالبيضاء على البطولة من جديد ، من خلال الرجاء. تصريحان جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي: «مرة أخرة نضيع فرصا للتسجيل بسبب تهور اللاعبين، مع ضرورة الإشارة إلى أخطاء التحكيم». عبد الهادي السكتيوي، مدرب أولمبيك آسفي: «الإنتصار مستحق، وقد كان بإمكاننا تسجيل أكثر من هدفين. أنا الآن وكما السنة الفارطة أنقذ الفريق، والأهداف سيتم تسيطرها خلال الموسم المقبل».