مباراة مؤجل ربع عشر كأس العرش بين فريق الفتح الرياضي والوداد الرياضي، التي احتضنها المركب الرياضي الأمير مولاي عبدالله، كانت هيتشكوكية بكل المقاييس، كيف لا وهي التي امتدت من الساعة الثامنة ليلا ولم تنته إلا عند حدود الحادية عشرة ليلا، وجمعت بين الفائز بلقب الموسم الماضي، وفريق الوداد الرياضي الحاضر بقوة في البطولة وفي كأس عصبة أبطال إفريقيا. مشاهد المباراة الهيتشكوكية ابتدأت بقدوم حارس فريق الفتح الرياضي والمنتخب الوطني المغربي بادة وهو يتحرك بعكازتين، فتأكد أنه لن يكون ندا لزميله في المنتخب الوطني الحارس لمياغري. المشهد الثاني كان من خلال إقدام جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي، على إدخال كل من البحري والزويدي لأول مرة، وكأنه كان يريد أن يرسل إشارة مفادها، أنه عازم على مفاجأة دوكاستل بسرعتهما، إلا أن السرعة غابت عن الفريقين ودخلت في رتابة مملة، تحول فيها الحارسان (عادل المسكيني ولمياغري) إلى متفرجين، وتحول الجمهور الحاضر إلى متسائل عن المستوى الهزيل، الذي ظهر به الفريقان في مباراة يعرف الجميع أنها لن تعرف نهايتها إلا باعلان منتصر ومنهزم. وفي الوقت الذي كان الفتح الرياضي يحاول لملمة صفوفه أكثر يصاب بوجار، لترتبك حسابات المدرب السلامي، الذي كان يبحث عن المرتدات الخاطفة، والأخطاء قرب مربع الحارس لمياغري للحصول على كرات ثابتة، تمكن بنشريفة من تسديدات مدفعية لكن «البارود» كان غائبا فلم يكن للتسديدات صدى. مقابل ذلك، كان فريق الوداد في أسوأ مبارياته، فلم يكن هناك أي انسجام وكان العياء باديا على لاعبيه. وحده القديوي كان يحاول بث الروح في مويتيس، الذي يظهر أنه أتمم المباراة بشق الأنفس، مع الاعتماد على إيقاع بطيء جدا، وربما كان هذا هو الحل للحفاظ على ماتبقى من طراوة اللاعبين الذين خاضوا مباراة يوم الأحد. وحتى يكتمل المشهد إثارة، يصاب إيوب الخالقي، إصابة منعته عن مواصلة اللعب، وليعوض باللاعب لمسن الذي أشهر الحكم التيازي البطاقة الحمراء في وجهه، بعدما تدخل بانزلاق قوي من الخلف، وليصبح فريق الوداد ناقصا بلاعب. هذا النقص كان له تأثيره فتوالت هجمات فريق الفتح الرياضي، لتعطي واحدة منها ضربة زاوية، ينفذها البقالي بذكاء، وليتصدى لها بوخريص برأسية قوية يركنها في شباك لمياغري في الدقيقة الخامسة بعد التسعين، وليعتقد الكل أن فريق الفتح قد حافظ على حظوظه في الدفاع عن لقبه، وليثور جمهور الحمراء ويصعد أعلى المدرجات المخصصة له وبدأت عملية قلع الكراسي«والتشيار بها» وليبدأ بعض المتفرجين بمغادرة المدرجات، منهم من كان منتشيا بالانتصار، ومنهم من كان حزينا على الاندحار، لكن بعد ذلك بدقيقة تنزل كرة سريعة في مربع المسكيني، يلتقطها مويتيس برأسه وينهيها فابريس بقوة في شباك المسكيني، معيدا الاعلان عن فرح المغادرين الى الملعب وهم يتساءلون عن سر هذا التعادل الغريب. الغريب في الأمر، أن الهدفين سجلا خارج الوقت البدل الضائع الذي كان حدده الحكم الرابع في أربع دقائق، وبذلك يكون الحكم التيازي قد نسي عداده، وأضاف دقيقتين كانتا حاسمتين وكانتا ستجران عليه المزيد من الانتقادات على تحكيمه الضعيف، فلم يكن هناك أي انسجام مع أحد مساعديه، كما تحول عنده كل اللاعبين إلى حراس، حيث كان الكل يتلقى العلاجات داخل الملعب. تعادل الفريقين جرهما إلى الشوطين الإضافيين، اللذين لم يكونا إلا مناسبة لإنهاك لاعبي الوداد المنهوكين أصلا، فكثر سقوط اللاعبين وأصبحت متابعة المباراة بنفس اللاعبين مفروضة، مادام المدربان استنفدا كل التغييرات، وكان الفريق الأحمر مهددا باللعب بتسعة لاعبين في كل حين. أما فريق الفتح فقد تكدس في الدفاع، وأصبح بدون هجوم، وكأن السلامي كان يعتقد أنه سيكون في موقف القوة عند الضربات الترجيحية، إلا أنه سجل منها اللاعبون أربعة بعدما ضيع بنشريفة أولاها، وتوفق كل من البقالي وبوخريص والتراوري والفاتحي.أما لاعبو الوداد (لمساسي والرامي ومويتيس والعمراني وأجدو) فقد كانوا كلهم بارعين في التنفيذ، وليؤهلوا فريقهم إلى نصف نهاية كأس العرش، وليزداد طموح الفوز بالكأس الفضية إلى جانب الإفريقية. ملحوظة: لم نتمكن من أخذ تصريح جمال السلامي، لأنه غادر الملعب بسرعة. تصريح دوكاستل، وهو يغادر الملعب عوض قاعة الندوة الصحفية. «فريقنا متعب جدا بسبب توالي المباريات، وهذا جعل الكثير من اللاعبين يصابون، كما أن العياء أخذ من بعض اللاعبين مأخذه. لكن رغم كل هذا حققنا نتيجة إيجابية، وهذا فيه المزيد من الدعم النفسي وتقوية للثقة في النفس. فيما يخص مباراتنا ضد الترجي التونسي سنستعد لها ببسكورة، وأتمنى أن نسترجع اللاعبين المصابين خلال هذه المباراة».