في عز فقرات المهرجان الثقافي لسيدي بليوط، وبالضبط ليلة الأهازيج التي كان يعيشها فضاء «السقالة» يوم الخميس الماضي، ذلك الفضاء، الذي يعد من أهم مآثر المدينة القديمة، والذي عمد رئيس مقاطعة سيدي بليوط كمال الديساوي، منذ أن تولى مهامه على برمجة بعض فقرات المهرجانات الثقافية التي تحييها المقاطعة، في فضاء السقالة الساحر، ليمكن نساء ورجال وشباب المدينة القديمة من ولوجه والاستمتاع به، كي لا يبقى حكرا على السواح الأجانب فقط، و بعض الميسورين، وهو الفضاء الجماعي التابع لمجلس مدينة الدارالبيضاء. فوجئ رواد المهرجان من ساكنة المدينة القديمة بمستغل المقهى المتواجدة في إحدى جنباته، يتهجم على الفنانين المشاركين في تلك الفقرات «عبيدات الرمى»، ولم يسلم حتى رئيس المقاطعة، ممثل المؤسسة الدستورية التي يوجد فضاء السقالة في نفوذها الترابي، من التهجم اللفظي من لدن صاحب هذه المقهى، محاولا التشويش على هذا النشاط الثقافي، في محاولة يائسة منه لمنع إقامة أي نشاط ثقافي بهذه المعلمة البيضاوية، كي يستغلها لمصالحه التجارية بدون موجب حق. خرجة صاحب هذه المقهى لم تتوقف عند هذا الحد، إذ سيفاجأ سكان منطقة سيدي بليوط في ذات الليلة، بصاحب هذه المقهى، الذي يملك معطم «بوديكا» يأتي بأكوام من الأزبال، ويرمي بها قرب مدخل الباب الرئيسي للمركب الثقافي سيدي بليوط، وكأن لسان حاله يقول، «هذا ما تساويه الثقافة والفن». ولقد تم تحرير محضر معاينة من طرف السلطات، وقامت بالتحريات اللازمة التي أبانت عن من وراء هذه الفعلة الدنيئة. وعلمنا من مصادر موثوقة، أنه جراء هذه الأفعال الشنيعة وانعدام شروط السلامة الجسدية، قرر منظمو مهرجان سيدي بليوط نقل الفقرات التي كانت مبرمجة في فضاء «السقالة» إلى مركب سيدي بليوط، وتحميل السلطة المحلية مسوؤليه ما يجري في فضاء السقالة الذي يستغل بدون موجب حق، في أنشطة تجارية وأخرى سياسية بدون تراخيص، على اعتبار أن هذا الفضاء تابع لمجلس المدينةبالبيضاء، وأن الشخص المعني لا يكتري سوى المقهى بسومة 750 درهما شهريا، ما يعتبره المتتبعون للشأن المحلي ريعا جماعيا، وحتى الاتفاقية المبرمة معه انتهت مدتها القانونية، ولكن السكوت الغريب لمسؤولي مجلس المدينة والسلطات المحلية ربما كرس في ذهن المعني بالأمر أن كل شيء ممكن حتى الاعتداء الجسدي ورشق المركبات الثقافية بالأزبال. في اتصال هاتفي أكد الديساوي، ألا شيء سيثنيه عن تمكين ساكنة المدينة القديمة والبيضاويين من الاستمتاع بفضاءاتهم الأثرية والسياحية، وأنه سيعمل، رغم جميع الاعتداءات والضغوطات، لأن يرجع فضاء السقالة، ذلك الفضاء المفتوح للساكنة..