أجمع منظمو "رمضانيات البيضاء الثقافية"، أن العاصمة الاقتصادية في حاجة إلى أنشطة ثقافية وإبداعية في مستوى طموحات سكانها. واستعرض حسن النفالي، نائب رئيس الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، منظم هذه التظاهرة، بشراكة مع مقاطعة سيدي بليوط، برنامج هذه التظاهرة الرمضانية، التي تحتضنها فضاءات مقاطعة سيدي بليوط، منذ 12 رمضان الجاري، إلى 25 منه. وأوضح النفالي في ندوة صحفية، نظمت قبل انطلاق هذه التظاهرة، أن توزيع أنشطة وبرنامج الملتقى على فضاءات خارج المركب الثقافي سيدي بليوط، لا علاقة له بالأشغال الجارية في هذا المركب، إنما الهدف الاقتراب من السكان. وأشار إلى أن المدة الزمنية للملتقى في دورته الثالثة، أصبحت 14 يوما، بدل 10 أيام في الدورة الثانية، و6 في الأولى، مضيفا أن فقرات ومحتويات برنامج الملتقى، الذي ينظم سنويا، لم يطرأ عليهما أي تغيير، مع إضافة فقرة جديدة تتعلق بالاحتفاء بالمبدعين والمفكرين، وتكريمهم، وأن الملتقى حافظ على باقي الفقرات، باستثناء المسرح، لتزامنه مع ملتقى مسرحي تنظمه النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالدارالبيضاء. من جهته، وصف كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، أعضاء الائتلاف ب"المناضلين"، لما يبذلونه من جهد في نشر الثقافة والفكر، موضحا أن ضيق الوقت، لم يمنع من تسطير برنامج حافل في مستوى انتظارات سكان المنطقة. ووعد الديساوي الحضور بدعم الثقافة والفنون وكل المجالات الإبداعية، موضحا أن التنشيط الثقافي بالنسبة لمقاطعة سيدي بليوط مستمر على مدى السنة وليس موسميا. وقال عبد النبي دشين، عضو مكتب الائتلاف، إن الدارالبيضاء تستحق تنشيطا ثقافيا في المستوى الجيد، موضحا أن الائتلاف بشراكة مع مقاطعة سيدي بليوط، سيجعل من الدارالبيضاء الإسمنتية "قصيدة"، ومشيرا إلى أن برنامج الملتقى في دورته الثالثة يلامس كل الفنون، ويستحضر كل الأذواق، ويلبي كل انتظارات وطموحات السكان، وأوضح أنه إلى جانب الثقافة والإبداع والفكر يحضر السمر. وقال حمادي كيروم، عضو مكتب الائتلاف، إنه على مدى 30 سنة من النضال الثقافي، تعد المرة الأولى التي يلتقي فيها المثقف بالسياسي، منوها بمبادرة كمال الديساوي، رئيس مقاطعة سيدي بليوط، ودعا إلى استمرارها وتعميقها وتعميمها، خدمة للإبداع الوطني. وأكد كيروم أن اختيار أفلام هذه الدورة لم يكن اعتباطيا إنما اختيارا دقيقا، موضحا أن عرض فيلم "خربوشة" مقصود لأنه يحكي قصة امرأة مشهورة ضحت بنفسها في سبيل الكرامة وضد بطش قائد مستبد. أما عبد الحي الملاخ، فبدوره، استعرض البرنامج الخاص بالفنون التشكيلية، مشيرا إلى أنه على هامش الملتقى، سينظم معرض "تقاطع التجارب"، يجمع فنانين تشكيليين من كل الأجيال، الرواد والشباب، وكل الفنانين الحاضرين في الساحة الإبداعية. ويتضمن برنامج الدورة الثالثة من "رمضانيات البيضاء الثقافية"، المنظم بدعم من وزارة الثقافة وبتعاون مع مجلس المدينة، والمقاطعة الحضرية لسيدي بليوط، والمسرح الوطني محمد الخامس، مجموعة من الأنشطة الثقافية والفنية المتنوعة، التي تجمع مختلف التعابير الأدبية والفكرية: الشعر، والزجل، والقصة، والسينما، وفن الحكي، والفكر، وطرب الملحون، والعيطة، وغيرها من الفنون، وتتوزع هذه الأنشطة على مجموعة من الفضاءات بالمدينة، يسعى الائتلاف من ورائها إلى تفعيل الحركة الثقافية بمدينة كبيرة، من حجم مدينة الدارالبيضاء. ومن بين الأنشطة الثقافية والفنية لهذه التظاهرة، نذكر "ليلة الشعر والزجل" المنظمة يوم ثاني شتنبر الجاري، بمشاركة الشعراء: عبد الكريم الطبال، ومحمد السرغيني، وعبد الرفيع الجواهري، وأحمد صبري، وأحمد الطيب لعلج، والطاهر سباطة، ومالو روان، و"تجربة مبدع" يوم 3 شتنبر الجاري، مع المخرج السينمائي لطيف لحلو، و"الليلة الصوفية" بالسقالة يوم 4 شتنبر، بمشاركة عيساوة وكناوة، وباجدوب، إضافة إلى "ليلة الملحون"، و"ليلة العيطة"، و"ليلة السينما"، و"ليلة الشعر الأمازيغي"، و"ليلة القصة القصيرة"، التي ستشهد مشاركة القصاصين أمثال أحمد بوزفور، وربيعة ريحان، وحسن برما، وعبد الحميد الغرباوي، ولطيفة لبصير، والمختار الزياني، و"ليلة الحكاية" بمشاركة محمد باريز، ومصطفى سلمات، وآخرين.