تتواصل بمدينة الدارالبيضاء، إلى غاية الخامس عشر من شتنبر الجاري، فعاليات الدورة الثالثة من مهرجان "رمضانيات البيضاء الثقافية"، المنظمة من قبل الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، بمناسبة شهر رمضان الجاري.ويروم هذا المهرجان، حسب المنظمين، إلى خلق نشاط ثقافي وفني بعدد من فضاءات العاصمة الاقتصادية، عبر مجموعة من الألوان الإبداعية والفنية والفرجوية، في مجالات الشعر والموسيقى والسينما والتشكيل. ويتضمن برنامج هذه الدورة، المنظمة بدعم من وزارة الثقافة والمسرح الوطني محمد الخامس، وبشراكة مع المقاطعة الجماعية سيدي بيلوط، سلسلة من اللقاءات تتناول مجموعة من المواضيع حول الفن والثقافة، ينشطها مبدعون مغاربة، منهم قصاصون، كأحمد بوزفور وربيعة ريحان، وشعراء أمثال أحمد صبري، ومحمد السرغيني، إلى جانب كوميديين كصلاح الدين بنموسى، ونعيمة إلياس، ومخرجين كلطيف لحلو. وفي تصريح ل"المغربية" أبرز كمال الديساوي، رئيس مجلس مقاطعة سيدي بليوط، أن هذه التظاهرة تندرج في سياق المكانة التي يحتلها المجال الثقافي ضمن مخطط عمل المكتب الجماعي الجديد المنتخب قبل حوالي شهرين. وأشار الديساوي إلى أن التنسيق مع الائتلاف المغربي للثقافة والفنون نابع من الحرص على إيلاء الثقافة صدارة المشاريع التنموية التي تعرفها المنطقة، خاصة في إطار المساهمة في إرساء ثوابت الهوية الوطنية التي تشكل الثقافة إحدى معالمها البارزة. وأكد في الآن أن الثقافة توجد ضمن مخططات عمل مجلس المقاطعة برسم السنوات الست المقبلة من ولايته الجماعية، إذ سيعمل هذا الأخير على وضع سلسلة من البرامج الثقافية للنهوض بالشأن الثقافي لهذه المقاطعة، التي تعد واحدة من أشهر المقاطعات على الصعيد الوطني، عبر فتح مجموعة من القنوات الثقافية مع العديد من الهيئات من قبيل الائتلاف المغربي للثقافة والفنون، وكذا عبر إعادة الروح الثقافية إلى المركب الثقافي سيدي بليوط، الذي استضاف، على مر السنوات، العديد من المبدعين المغاربة في مختلف المجالات الفنية. إلى ذلك، أوضح الديساوي أن المجلس منكب حاليا على دراسة تنظيم مهرجان "ربيع سيدي بليوط"، خلال الشهور الأولى من السنة المقبلة، بهدف تمكين المنطقة من إشعاع ثقافي، سيرا على النهج الذي أخذته مختلف مناطق المملكة في الآونة الأخيرة. ولم يخف الديساوي، في حديث ل"المغربية"، رغبته في جعل منطقة سيدي بليوط تتبوأ الصدارة في المجال الثقافي داخل أكبر مدن المملكة، مرتكزا على دعم السياسة الثقافية كواحدة من الركائز الأساسية للنهوض بالشأن المحلي. ومساء اليوم (الأربعاء)، يعرض بقاعة عبد الصمد الكنفاوي، ضمن فعاليات رمضانيات البيضاء الثقافية، الفيلمان السينمائيان، الطويل "خربوشة" لمخرجه حميد الزوغي، والقصير "سراح مؤقت" لمخرجه نوفل براوي، ضمن ليلة السينما، كما يرتقب تواصل الاحتفاء بالفن السابع عبر تخصيص مساء الغد (الخميس) ليلة "مبدع" لتكريم المخرج المغربي لطيف لحلو، تقديرا لمساره الفني الذي توج بفيلم "سميرة في الضيعة"، الحائز ضمن الدورة التاسعة من المهرجان الوطني للفيلم بطنجة على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وسيتميز حفل تكريم لحلو، حسب بلاغ المنظمين، بإلقاء مجموعة من الشهادات في حقه، من قبل مجموعة من السينمائيين، من بينهم الناقد خليل الدامون، والممثلان سناء موزيان ومحمد خويي. وكان حفل افتتاح هذه التظاهرة الثقافية، عرف حضور مجموعة من الشخصيات السياسية والثقافية والفنية، تقدمهم جمال أغماني، وزير التشغيل والتكوين المهني، وأحمد رضا الشامي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة والاستثمارات الجديدة، بالإضافة إلى ممثلي السلطات المحلية، في مقدمتهم خالد سفير، عامل عمالة مقاطعات الدارالبيضاء أنفا. وتتوزع أنشطة هذه التظاهرة الثقافية، على مجموعة من فضاءات العاصمة الاقتصادية، منها على الخصوص المدرسة العليا للفنون الجميلة، ومقر جهة الدارالبيضاء الكبرى، وفضاء السقالة وكاتيدرائية (ساكري كور)، وقاعة عبد الصمد الكنفاوي، التابعة لمندوبية وزارة الشباب والرياضة بالدارالبيضاء أنفا، وعرصة الزرقطوني، وقاعة الحفلات بملعب العربي بنمبارك. وبرمجت اللجنة المنظمة، خلال هذه التظاهرة، مجموعة من الليالي المتخصصة، توزعت بين القصة والحكاية، والشعر، والزجل، وليلة الملحون، وليلة الشعر الأمازيغي، والليلة الصوفية، وليلة العيطة، وليلة المجموعات، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة في فن تجويد القرآن الكريم. وسيحيي حفل اختتام المهرجان كل من الفنانين عبد الهادي بلخياط، وعتيقة عمار، والبشير عبدو، بالإضافة إلى مجموعة "تكدة" الشعبية.