حركت الأحداث الصادمة التي شهدتها مباراة الوداد والجيش الملكي بالمركب الرياضي محمد الخامس، وما عرفته من مظاهر خطيرة و«حرب» على البوليس وتخريب الملعب، وما نتج عن ذلك من إصابات ووفاة الشاب حمزة البقالي، ردود فعل مختلفة، وفتحت نقاشا مستفيضا حول ظاهرة الشغب وسبل الحد منها، ولم تخل بالتالي كل التجمعات في المقاهي ومقرات العمل، وكذا في مختلف وسائل الإعلام المكتوب والمسموع من الحديث عن تلك الأحداث، ومناقشة أسبابها ونتائجها، مع وضع كل المقاربات والقراءات ساهم فيها علماء وباحثون في علوم الاجتماع والنفس والتربية.. لكن الغريب، هو غياب التلفزة ومعها جامعة الكرة عن الانخراط في كل ذاك النقاش، بل إنه لم يصدر عن الجهازين معا أي موقف وأية إشارة تفيد اهتمامهما بالموضوع. الجامعة صمتت ولم تحرك ساكنا، وكأن ما حدث في الدارالبيضاء لا يعنيها بتاتا، مؤكدة أنها تسبح في عوالمها الخاصة بعيدة عن أي «صداع» ممكن أن يصيبها لو التفتت لهموم أنديتنا الوطنية مفضلة التركيز على الاهتمام بتوفير كل شروط الراحة لمدربها البلجيكي غيريتس ومنتخبه الكروي. فيما تتجاهل تلفزة فيصل لعرايشي أحداث الشغب تلك، ولم تبرمج قنواتها المتخصصة وغير المتخصصة، أي برامج حوارية لمناقشة الموضوع، في الوقت الذي لا تتردد في منح كل شاشاتها لنقل التنس وراليات السيارات الفارهة والكلاسيكية، وغيرها من الرياضات المحببة لقلب الرئيس المدير العام.