عجزت قناة «الرياضية» عبر الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، في الحصول على حقوق بث المباراة التي جمعت المنتخبين الجزائري والمغربي لكرة القدم، التي احتضنتها مدينة عنابة الجزائرية يوم الأحد 27 مارس الماضي. واستسلم القطب التلفزي العمومي أمام قناة «ميدي 1 سات» غير المتخصصة في الرياضة التي حققت تفوقا جعل أحد مدراء الشركة الوطنية «ينتف» شعره، في مكتبه أمام حضور بعض العاملين الصحفيين، ويصيح منفعلا «منين طلعات علينا هاذ ميدي سات.. ما لقاو ينافسونا غير حنا.. راه زعما عندنا قناة متخصصة مفروض هي اللي تنقل المباراة»! طبعا، لا يمكن للمتتبع والمشاهد إلا أن يكتفي أمام عجز قناة متخصصة عن نقل تلك المباراة، سوى بطرح السؤال: كيف نجحت ميدي سات فيما عجز عنه قطب تلفزي عمومي يتمتع بكل الإمكانيات المالية؟ فمن الغرابة فعلا، إلا إذا كان في الأمر إن، أن تستسلم تلفزة عمومية تتوفر على قناة متخصصة ولا تعض بالنواجذ من أجل نيل حقوق البث لتلك المباراة الهامة، والتي استأثرت بمتابعة عالية جدا! هذه الشركة الوطنية التي لا تتردد في التأشير بالموافقة على طلبات تتقدم بها إدارة قناة « الرياضية» لتخصيص ميزانيات مرتفعة من أجل تغطية أنشطة رياضية لاتتابعها إلا النخبة، وتصرف من أجلها أرقاما مرتفعة جدا من المال العام، كما يحدث عندما تبعث «الرياضية» فريقا يتجاوز عدد أفراده العشرة، لفرنسا لتغطية منافسات رولان غاروس للتنس ويمكثون هناك لزهاء الشهر من الأيام، أو منافسات الغولف، أو سباقات السيارات الكلاسيكية والراليات السياحية، أو لتغطية مصاريف بعض المحظوظين من صحافييها ومتعاونيها لحضور مباريات خارج أرض الوطن، أو لحضور بعض اجتماعات «الفيفا» في سويسرا، أو غيرها من التظاهرات التي لا تثير كثير من الاهتمام والمتابعة، ورغم ذلك تستفيذ من مصاريف وفاتورات عالية جدا! إن السياسة التدبيرية التي تدار بها شؤون قنواتنا التلفزية، التي تضم في أسطولها قناة رياضية متخصصة تتسابق لنقل مختلف التظاهرات الرياضية في كل بقاع العالم، وتعجز عن نقل مباراة لقمة الهرم الكروي الوطني من بلد مجاور.. إنه النهج التدبيري المتبع في قنواتنا التلفزية، حيث لا تتردد «الرياضية» فيها من بيع برامج ناجحة و من إنتاجها، ثم تلهث من خلفها لتشتريها بواسطة أموالنا العامة من شركات خاصة يمتلكها مقربون من إدارتها! إنها نفس القناة «الرياضية» التي يغطي «التنس» ساعات بثها ليس حبا في التنس، ولكن قربا واقترابا من الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة فيصل لعرايشي الذي يرأس بالمناسبة، الجامعة الملكية المغربية للتنس!! للإشارة، مقابل مليون أورو، حصلت قناة « ميدي 1 سات» على حقوق بث كل مباريات المنتخب الوطني لكرة القدم المتبقية في الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا! على الأقل، سيمكننا متابعة تلك المباريات مآنسين بتعليق صحفي احترافي ورفيع. لقناة « الرياضية» إذن، كل المساحات لملء ساعات البث بنقل منافسات التنس.. خاصة منها التنس الوطني وإتحافنا بسلسلة إخفاقاته في عهد جامعة التنس ورئيسها الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.