بلغة الكم والأرقام، ابتداء من يوم غد السبت ستصبح للمغاربة سبع قنوات تلفزيونية وطنية، فبعد القناة الأولى ودوزيم والمغربية والتربوية (الرابعة) والرياضية وقناة محمد السادس للقرآن الكريم (السادسة)، ستطلق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية قناة سابعة هي قناة أفلام تي في. «القناة الجديدة ستكون متخصصة في بث الأفلام والمسلسلات والمسرحيات المغربية والعربية والأجنبية»، كما أوضح فيصل لعرايشي الرئيس المدير العام للقطب العمومي للإذاعة والتلفزيون، في حفل افتتاح القناة الجديدة الذي نظم بالدار البيضاء أول أمس الأربعاء، ودعيت إليه مجموعة مختارة من الممثلين والمخرجين السينمائيين ومجموعة من المنتجين التلفزيونيين ومديري مختلف القنوات الوطنية التابعة للقطب العمومي ووزير الاتصال خالد الناصري. فيصل لعرايشي أكد، في كلمة ألقاها بالمناسبة، أن قناة أفلام «هي قناة غير مكلفة أطلقناها دون الحصول على ميزانية من وزارة المالية، ولكنها ستكون قناة مربحة لأنها ستجلب مشاهدين جددا، وستلبي احتياجات المغاربة في مجال الدراما»، واستغل العرايشي مناسبة وجود وزير الاتصال خالد الناصري وطلب منه تقديم المساعدة اللازمة من وزارة الاتصال للرفع من الإنتاج السينمائي المغربي، في استحضار للبصمات الواضحة التي خلفها سابقه في وزارة الاتصال نبيل بنعبد الله على قطاع السينما في المغرب وتشجيعه لمختلف التظاهرات السينمائية، طلب العرايشي هذا لقي تصفيقا حارا من قبل الحاضرين، أغلبهم من السينمائيين، تعبيرا عن إجماعهم وتبنيهم لاقتراحه هذا أمام وزير الاتصال. في جواب عن سؤال ل»المساء» أكد فيصل لعرايشي أن هذه القناة لن يكون لها مدير مثل باقي القنوات التلفزيونية للشركة الوطنية، وأن عدد العاملين فيها سينحصر في شخصين، وأن العلمي الخلوقي، مدير البرمجة والإنتاج في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، سيكون مسؤولا عن البرمجة في هذه القناة الوليدة، معللا ذلك بقوله: «أولا نريد أن يهتم الجميع بهذه القناة الجديدة ويساهموا في إنجاحها، ثانيا ليست لدينا ميزانية لكي نوظف أشخاصا إضافيين في هذه القناة». القناة الجديدة ستعرض أكثر من ستمائة فيلم في السنة، بالإضافة إلى مسرحيات ومسلسلات، ستكون حصة الأسد فيها للأفلام المغربية، حيث تعمل الشركة الوطنية حاليا، حسب تصريح العرايشي، على شراء جميع الحقوق من المخرجين والمنتجين لاقتناء أفلامهم. جدير بالذكر أنه لن يكون بإمكان المشاهدين التقاط بث قناة «أفلام تي في» المغربية إلا عن طريق اقتناء جهاز «تي إن تي»، مما جعل القناة تبدو في نظر البعض وسيلة لدفع المواطنين إلى اقتناء جهاز «تي إن تي»، وهو الأمر الذي أشار إليه فيصل لعرايشي في كلمته حين قال: «هذه خطوة أخرى تخطوها الشركة الوطنية نحو عصر التقدم التكنولوجي وتبني تقنية تي إن تي، خاصة أننا نتوقع اندثار البث التناظري في المغرب خلال ثلاث أو أربع سنوات». إطلاق هذه القناة الجديدة، التي كان القطب العمومي في حاجة إليها من أجل توفير خيارات أوسع أمام المشاهد المغربي، يطرح عدة أسئلة حول التطابق بين الكم والجودة في أداء باقة القنوات التي أصبحت تمتلكها الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وحول الدور المفترض أن تؤديه هذه القناة المتخصصة في نشر ثقافة السينما بالمغرب، ومدى قدرتها على تغطية ومواكبة الأحداث والمهرجانات السينمائية الكثيرة التي تحتضنها مختلف مناطق المغرب عبر مختلف فصول السنة.