في إطار فعاليات الجامعة الربيعية لجمعية الشعلة للتربية والثقافة بمخيم الحوزية بأزمور من 08 إلى 14 ابريل 2012 تحت شعار «مغرب الشباب،.. مغرب الأمل»، استضافت الجامعة كمال الهشومي عضو المجلس الإداري للجمعية والباحث في مجال المجتمع المدني والتحول الديمقراطي، يوم الخميس 12 ابريل 2012، في لقاء مفتوح مع الشباب والشابات المشاركين في موضوع: «شباب المجتمع المدني والتحول الديمقراطي؛ الكرونولوجيا والرهانات المستقبلية». افتتح كمال مداخلته مبرزا الدور التاريخي الذي لعبه العمل الجمعوي في التأسيس لثقافة ديمقراطية، ولتوعية المواطن وترسيخ ثقافة الحقوق، معرجا على كرونولوجيا الحركة الجمعوية بالمغرب، بدءا من مرحلة بداية الاستقلال مرورا بمرحلة بناء الدولة الحديثة ووصولا إلى مغرب دستور2011. حيث أشار الى ظهير الحريات العامة الذي اعتبر انطلاقة حقيقة لتأسيس الجمعيات وللعمل الجمعوي والسياسي، من خلال توضح خلفية اصدار هذا الظهير من حيث ربطه بخلفيات سؤال: من يحكم المغرب في تلك الفترة، وبالتالي بعد هذا الظهير تم إنشاء العديد من الجمعيات والإطارات الحزبية هدفها تكسير احتكار هذه التمثيلية، وبالموازاة أدى إلى تأسيس مجموعة من الجمعيات الجادة من طرف الشباب للدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب المغربي، من أجل التوعية الثقافية والحقوقية، وحق الشعب المغربي في العيش الكريم، كما تحدث عن التغييرات التي لحقت هذا الظهير بعد الأحداث التي عرفها المغرب في بداية السبعينات، ثم في عهد حكومة التناوب برئاسة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي. وأكد كمال الهشومي على أن الجمعيات والحقل الجمعوي عموما له تاريخ حافل في الإسهام في توعية المواطنين، وفي الترافع عن قضايا الشباب وقضايا المرأة والطفولة والقضايا التنموية والاجتماعية والسياسية، لكن من منظور جمعوي ووفق ثقافة وعمل الحركة الجمعوية التي تتكامل مع كل المبادرات والإصلاحات النضالية، سواء المبرزة من الأحزاب أو النقابات، مما ساهم دائما في عملية الانتقال الديمقراطي الذي بدأ يعيشه المغرب منذ حكومة التناوب، ولايزال المجتمع المدني يؤكد كمال الهشومي يرافع ويناضل من أجل كل قيم الإنسانية ومن أجل عدالة اجتماعية، ودولة المؤسسات، وهو ما برز من خلال الحركة المدنية الاحتجاجية ل20 فبراير، والتي دعمتها الشعلة في بلاغ لمجلسها الوطني، على أساس أرضيتها التأسيسية، حيث أكد كمال الهشومي أن ثقافة الاحتجاجات ليس جديدة على المجتمع المدني وهي ثقافة مسؤولة وسلمية، ويؤمن هذا المجتمع المدني بكون الاصلاح هو مسلسل وجب تتبعه بكل تشجيع ونفس طويل، وهو ما برز من خلال مساهمة جمعيات المجتمع المدني في اللجنة الاستشارية لمراجعة الدستور، حيث قدمت أكثر من 140 أرضية إلى اللجنة تلخص منظور الحركة الجمعوية للإصلاحات وتقترح مراجعات عملية مضبوطة ومتنوعة حسب اختصاص كل جمعية. ولعل الوثيقة الدستورية الحالية تظهر بالملموس ثمار نضال الحركة الجمعوية منذ زمن بعيد، حيث ارتقت الصلاحيات الجمعوية الى صلاحيات دستورية. وفي ما يخص الرهانات المستقبلية، أكد كمال الهشومي أن نضال جمعيات المجتمع المدني هو نضال مستمر ،ولا يمكن أن نقول بأن التصويت لصالح الدستور يتضمن صلاحيات لصالح الجمعيات وأنه قد تم تحقيق الهدف، بل إن المعركة قد ابتدأت على التو، وعلى كل مناضلي الحركة الجمعوية الانتباه واليقظة من أجل تفعيل وتنزيل هذه الفصول تنزيلا ديمقراطيا وعموديا للمفهوم الحقيقي الذي جاءت من أجله. وفي الاخير دعا كمال الهشومي الشباب الى التشبث بالأمل، داعيا لهم إلى الاهتمام بقضاياالسياسات العمومية وتدبير الشأن العام والتحصيل العلمي والمعرفي، من خلال خلق نقاش حقيقي ومبادر يستشرف المستقبل الذي أكيد أنه سيكون مبتهجا. بعد الانتهاء من العرض فتح باب النقاش أمام الشباب والشابات، نقاش تحقق من خلاله الهدف من هذا اللقاء المفتوح بنسبة عالية.