اختتمت، يوم الجمعة المنصرم، بالمركز الدولي للشباب، ببوزنيقة، فعاليات الجامعة الخريفية للشباب، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و23 سنة، التي نظمتها جمعية الشعلة للتربية والثقافة تحت شعار "المغرب الممكن: مغرب الشباب - مغرب الأمل"، بإصدار "نداء الأمل" متضمنا خلاصات مهمة حول أشغال الجامعة. وأوضح كمال الهشومي، المسؤول عن الجامعات بجمعية الشعلة للتربية والثقافة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمناسبة، أن الشباب المشاركين في هذه الجامعة الخريفية عقدوا، صباح الجمعة المنصرم، جلسة تقييمية لأشغالها، أكدوا خلالها ضرورة استمرار مثل هذه الملتقيات، كما حيوا جميع المسؤولين والفعاليات، من الوزراء، وقادة الأحزاب الوطنية، والمثقفين، والفنانين، على مشاركتهم الفعالة في أشغالها. وأضاف الهشومي أنه جرى، خلال فعاليات الجامعة، علاوة على "نداء الأمل"، الذي توصلت "المغربية" بنسخة منه، والذي دعا فيه الشباب، بالأساس، إلى إحداث مؤسسة دستورية مستقلة على شاكلة المجلس الوطني للجمعيات للدفاع عن قضايا وانتظارات الشباب المغربي، إطلاق الحملة التحضيرية للجامعات الربيعية، المقرر تنظيمها ما بين شهري مارس وأبريل المقبلين، تحت الشعار نفسه من خلال التعبئة الجماعية مع إشراك تمثيليات عن باقي الشباب غير المنتظم داخل الجمعيات. وشمل برنامج هذه الجامعة، التي شارك فيها 500 شابة وشاب، يمثلون عموم شبكة الجمعية ومختلف مناطق المملكة، عدة فقرات ثقافية، فكرية، وفنية، تميزت، أساسا، بالحوار والتداول في مختلف المحاور التي تهم المغرب الراهن والممكن، ومقاربة مختلف القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في علاقة بواقع الشباب وتطلعاته المستقبلية، وإمكاناته للمشاركة في تدبير الشأن العام الوطني والمحلي. وخرجت الجامعة بعدة توصيات، أهمها: "ضرورة اعتبار الإمكان البشري الشبابي المغربي رأسمالا حقيقيا لبناء المغرب الممكن مغرب المستقبل، اعتبارا لما يمثله من قوة ديموغرافية واقتراحية وإبداعية اليوم"، و"دعوة شباب البلد، دون استثناء، إلى الانخراط الفعال في المسلسل الديمقراطي للبلد والذود عن استقراره ومقدساته ووحدته الترابية"، و"اعتبار المجتمع المدني شريكا استراتيجيا ومحوريا لبناء المغرب الممكن"، إضافة إلى ضرورة الدفاع بقوة عن استمرار خدمات فضاءات الفعل الشبابي العمومية، وتطويرها وتنويعها حسب انتظارات وطموحات الشباب، خاصة دور الشباب، لما تضمنه من خدمات للقرب لشباب الأحياء والمدن والقرى"، زيادة على "ضرورة إنشاء مؤسسة دستورية مستقلة ترعى قضايا الشباب بتنسيق تام مع الجهات الوصية على القطاع، خدمة لإعادة الاعتبار للعمل الشبابي والسياسي من أجل بناء مغرب الشباب الديمقراطي، "مغرب الأمل"، و"الدعوة إلى سياسة متضامنة بين مختلف القطاعات الحكومية المتدخلة في القضايا التي تهم الشباب والرفع من ميزانياتها بما يخدم مصالح وانتظارات هذه الفئة"، و"دعوة الجهات الوصية على قطاع التربية والتعليم إلى إدماج القضايا الوطنية ضمن البرامج والمقررات الدراسية خدمة لترسيخ المواطنة الحقيقية لشباب المجتمع المغربي". ولامست هذه الجامعة تسعة محاور تتناول مواضيع "الشباب والحركة الجمعوية"، و"الشباب وسؤال التربية والثقافة"، والشباب والمشاركة السياسية"، والشباب والقضايا القومية والأورومتوسطية" و"الشباب دعامة للوحدة الترابية"، و"الشباب والتربية على حقوق الإنسان"، والشباب والإعلام"، و"الشباب والتنمية المستدامة"، و"المغرب بين التنمية والديمقراطية". وستتوج الجامعة الخريفية للشباب بعقد لقاء وطني مع الجامعات الربيعية، سيشارك فيه خمسة آلاف شابة وشاب من أجل إشراك الشباب في مناقشة القضايا العامة، التي تهمه، ومدى مساهمته في التنمية الشاملة لبلده، وانخراطه في تحديثه وتطويره، وتحسيسه بأهمية مشاركته السياسية، سواء في اتخاذ القرار أو تنفيذه. وتوخت هذه الجامعة الخريفية خلق فضاء للحوار والتداول بين الشباب المغربي، يمثلون مغرب التعدد والتنوع الثقافي والجغرافي، وجزءا من رهان المغرب الحداثي الديمقراطي، كما أنها شكلت مناسبة لهم لتدارس، ضمن مجموعات، قضايا وأسئلة تبرز وجهة نظرهم، وتترجم قلقهم وقدرتهم على صياغة أجوبة جماعية، مدعمة بالحوارات المفتوحة مع المسؤولين والباحثين والخبراء.