حل عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي على برنامج "ملف للنقاش " الذي تعده الصحافية جوهرة لكحل، والذي خصص لمقاربة مائة يوم من عمر حكومة بنكيران ..الاخطاء والنوازل الدستورية .. أعطاب الحكامة ..الإسهال الكبير والتصريحات المضادة للوزراء في الاعلام الوطني . خيرات كان في جلسة ضمته مع الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدنيوحسن عبيابة برلماني وباحث أكاديمي. طالب عبد الهادي خيرات عضو المكتب السياسي للحزب بضرورة الحرص على التنزيل السليم والعميق لمقتضيات الدستور الجديد، والعمل على تمكين الحياة السياسية المغربية من ممارسة وسلوك جديد يليق بالمناخ السياسي الذي يعيشه مغرب اليوم . وشدد خيرات الذي كان يشارك في النقاش الذي فتحته قناة ميدي 1 حول انصرام مائة يوم من عمر الحكومة الحالية أن المغاربة يعيشون لحظة تاريخية لابد من فهمها والتماهي مع روحها ومنطقها الذي لا يخرج عن ترسيخ سمو القاعدة القانونية، واحترام المؤسسات وتمنيع دولة الحق والقانون . وفي سياق كلامه قال عضو القيادة السياسية لحزب الاتحاد إن الحكومة الحالية ليست حكومة قطيعة ،بل هي تحمل الاستمرارية ولا أدل على ذلك من أن جزءا غير يسير من مكونات حكومة الفاسي يوجد اليوم في التشكيلة الحالية مع ترييس العدالة والتنمية ،وبالتالي فهي امتداد لما سبق ، بل هي حكومة مناقضة لكل التقاليد الديمقراطية -يتابع عبد الهادي - في إشارة الى الخليط الذي لا يحترم مفهوم المعارضة ولا الاغلبية أو التموقعات الطبيعية التي من المفروض التعامل معها ببديهية، وأعطى مثالا بالنموذج والشعب الاسباني الذي إن وقع وأن دخل الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي الى حكومة واحدة فسيعتبر الاسبان أن ذلك خروج عن كل المتواضعات الديمقراطية التي اختارها في انتقاله الديمقراطي ومجانبة لكل التجارب التاريخية في هذا الصدد ،أو نوع من الجنون السياسي والانتخابي . خيرات ، في إطار الحديث الذي جمعه مع الحبيب الشوباني وزير العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني ،أشار الى أن الانتخابات الماضية لم تكن ذات مصداقية ونزيهة كما قد يتصور البعض ،بل شابتها السلوكات القديمة من استئساد للمال القذر ولوبيات الفساد وسلبية الادارة التي اختارت موقع "المتفرج" أمام سوق النخاسة الذي استمر طيلة الحملة الانتخابية. وبالعلاقة فإن العديد من التصرفات التي كانت تسم السلوك السياسي للفاعل الرسمي والفاعل الحزبي، لم تنقطع مع نزول وثيقة دستورية جديدة بل ظلت صور الترحال الوزاري والارتباك في التنزيل الدستوري لبعض المقتضيات سيد المرحلة بامتياز :انتخاب رئيس سلطة تشريعية وهو لا يزال وزيرا ،ضرب واضح لمبدأ فصل السلط الذي تقوم عليه الديمقراطيات العريقة ..كل ذلك يؤكد خيرات هو تراكم لا يؤكد أن مسار هذه الحكومة منذ تعيينها الى حدود اليوم يعطينا ارتياحا بأن الامور ستكون بخير في القادم من الأيام . اللخبطة أيضا في عديد من القرارات والتصريحات والتضاربات والتجاذب بين الوزراء في تشكيلة حكومية واحدة ..العدل يحرم والسياحة تحتج.. الاتصال ضد "القمار " وإشهاره والرياضة ترفض ووزيرها يمانع ..لكن رغم كل هذا "فالمعارضة ،وخصوصا الاتحاد الاشتراكي، لن يكون في موقع من يزايد على حكومة بنكيران -يؤكد عضو المكتب السياسي- دورنا التنبيه واحترام الوثيقة الدستورية وهدفنا الاستراتيجي البناء الديمقراطي الذي يحترم فصل السلط وتقويتها لصالح دولة قوية بمكوناتها وروافدها التاريخية والسياسية." وحول سؤال لا يخلو من "مكر سياسي" اعتبرته مقدمة البرنامج قادما من مشاهدي البرنامج وموجها خصيصا للاتحاد الاشتراكي يقول إن المعارضة فقط تزايد على الحكومة ..أشار خيرات الى أن من وظائف المعارضة الاتحادية هو التنبيه ومواجهة الحكومة بأخطائها، وأنه لامجال للمقارنة بين الامس واليوم لما لهذه المقارنة من "تعسف " تاريخي، خصوصا إذا قارنا بين المجال الدستوري المتاح لحكومة بنكيران والتحرك الضيق الذي ارتبط بتجربة حكومة التناوب الاولى والثانية، والسياقات المرتبطة بها والتي تختلف جذريا عما يقع اليوم .. البرنامج المذكور تطرق الى مواضيع الاقتصاد ونسب النمو التي أوردها البيجيدي في برنامجه الانتخابي التي وصلت الى ثمانية وسبعة، لتعود للتقلص في البرنامج الحكومي الى أربعة مقارنة بأرقام المندوبية السامية للتخطيط وبنك المغرب، والتناقض بين أرقام مدققة من أهل الاختصاص وأرقام يرمي بها السياسيون جزافا، إضافة الى دورة برلمانية شبه بيضاء على مستوى التشريع والانتاج القانوني ثم مواضيع الصقيع والجفاف في العالم القروي والمناطق المعزولة، ومدى تضمين التضامن في الميزانية الحالية والتي تتطلب ملايير محترمة ..أليس حريا بالحكومة- يتساءل عبد الهادي خيرات - اعتبار الجفاف كارثة وطنية؟ والملايير الثقيلة التي لا يعرف أحد كيف ستتصرف الحكومة في التعامل مع مديونيتها بين الخارج والداخل ..هذا هو عمق الاشكال الاقتصادي والتدبيري اليوم ،يختم خيرات . البرنامج التي تعده الصحافية من أصول جزائرية "جوهرة "تطرق أيضا الى تخليق الحياة العامة والوضع الاجتماعي والاعلام ودفتر تحملاته الجديد "الغاص" بالمنع والذي يفرض تغطية نشاط رئيس الحكومة كاملا ، في الوقت الذي كنا نصارع من أجل تجاوز عقلية دشن ودخل وجلس والبرقيات الباردة والثقيلة .