الرسالة الورقية،برغم بطئها في قطع المسافات ، والوصول، تستحق منَّا كل المديح ؛ لأنها تسافر إلى من نحبهم بذبذبات الروح ، وارتعاش الأنامل ، وهي تخط مرادها في الفؤاد . كانت هذه الرسائل تأخذ منا بعض الوقت ، بل كانت أحيانا تستعصي ، لأن مواجهة البياض ليس بالأمر الهين خاصة إذا كان المخاطب عاشقا ، أو معشوقا . نبحث عن الورق والحبر المناسبين . نغوص في ذواتنا بحثا عن أحلى الكلمات ، والتعابير، وحين نعجز نستنجد بالكتاب الشهير في كتابة الرسائل. هذا الكتاب الذي أمد الكثيرين بالرصيد اللغوي الكافي ،وبما يليق من أحاسيس شائقة ترضي سريرة المحب. نذهب إلى مركز البريد ، وقد نقف طويلا في الصَّف للحصول على الطابع البريدي ، ولا نستريح، ونستكين إلا بعد دسِّ الرسالة في صندوق الرسائل ، كي يبدأ الترقب ، والانتظار. نهفو ، ونتطلع لأيام، خصوصا أننا عادة ما نختم ساعة الانتهاء من كتابتها بالجملة الذائعة الصيت: الجواب في الحين.