صدرت عن دار التنوخي للنشر مجموعة قصصية للقاص والناقد السينمائي مبارك حسني تحت عنوان «القبض على الموج»، وهي المجموعة الثالثة للكاتب بعد «رجل يترك معطفه» و«الجدار ينبت هاهنا» تتكون المجموعة من خمسة عشر نصا قصصيا ،أصر الكاتب على ضبط ولادتها في الزمان والمكان. ويبدو من خلال القراءة الاولى ان المبدع مبارك في اغلب النصوص يدفع المتلقي لإعادة بناء وترميم القطع الفنية التي تشكل الصورة عبر كولاج فني لا يتقنه سوى قارئ مدرك بثقافة الكاتب السينمائية مُطّلع على أدوات السرد المدهشة لذا مبارك حسني ،حيث تتشكل الصورة من تشظي الفكرة الى تنويعات دلالية تصب في نهاية الامر في تشكيل الفكرة الرئيسية ،التي تخدم النص القصصي ككل، حيث يمتلك،- بثقافته المتنوعة - براعة تحريك الشخوص بدقة متناهية في اللحظة الحاسمة والمكان المناسب المحدد لهما مع امكانية اشراك المتلقي متعة التشييد والبناء الذي لا ينتهي مع نهاية النص غير انه وفي الكثير من النصوص يخاتلنا السارد فيختفي كليا من فضاء النص، ليترك القارئ لتداعيات وتوارد الصور والأحداث غير المنتظرة، كأن ينتفي في نهاية الامر، موتيف الحكي جملة وتفصيلا، كما هو الشأن بالنسبة لقصة المشجب والتي كانت بالمناسبة عبارة عن كولاج من ثلاث قطع /تحف فنية رئيسية.انتقى المبدع حسني أحداثا واقعية او مفترضة استقاها من « كتاب عالميين لامعين، مما كتبوا وقصوا ضمنيا أو علنيا...» استقاها كحواشي أو هوامش قصصية ملزمة تارة وغير ملزمة تارة أخرى ما تلبث أن تتخلَّق كالفراشات وتصبح أحداثا رئيسية محلقة في فضاء النص القصصي .هذا، وقد حفلت المجموعة بمواقف قصصية رام فيها الكاتب تغريب الألوف واستكناه وخلخلة الساكن وتجسيد الوهمي الى واقعي. وختاما نقرأ على دفة الغلاف الاخيرة أن «» القصة قدر، والكتابة أفق ، والكاتب يقص كي يصافح الذين كتبوا من قبل.الذين نهل من معين قصصهم ألق الكلمة الممتعة.... ومن المفروض ان يمتع الكاتب حين يكتب وحين يحكي وحين يشهد.