يستمر مبارك حسني في نحت مشروعه القصصي بصبر وأناة، وبإصداره الثالث هذا، يؤكد انخراطه في جنس القصة القصيرة كاختيار إبداعي شكلا وعمقا. وقد صدر الكتاب عن دار التنوخي بالرباط في حلة بهيجة وتتصدره جملة موحية اقتبسها الكاتب من محاضرة للكاتب الياباني المعاصر هاروكي موراكامي يقول فيها :» ما يجب على الكاتب، هو أن يقبض على الموجة ، من أعلى نقطة فيها». وتضم المجموعة خمس عشرة قصة قصيرة بعضها سبق أن نشر في ملاحق ثقافية مغربية وعربية، وهي:حالة سفر، أسر الهوى، رجل فوق جسر، حب في مقهى كليشي بلاص، قصة بوليسية قصيرة جدا، وجه يبتسم في مرآة، مساء السبت، لقاء كافكا، لماذا يجف البرتقال؟، خلود الأشياء ليس غريبا، قلب لطفية، يوم 31 ديسمبر من سنة ما، الرجل ذو القبعة السوداء، لكمة بيكوفسكي، المشجب. نقرأ في ظهر الغلاف : القصة قدر، والكتابة أفق. يقص الكاتب كي يصافح الذين كتبوا من قبل، الذين نهل من معين قصصهم ألق الكلمة الممتعة.. والقصة متعة في الأصل. ومن المفروض أن يمتع الكاتب حين يكتب، وحين يحكي، وحين يشهد. المتعة أقصر السبل وأفضلها بهدف المساهمة البريئة في خلق وعي أدبي فني بالعالم. وهذه المجموعة تروم بعض ذلك إن أمكن، في السبيل، حسب القراءة وتبعا لما كُتب. تصافح، بكل تواضع، كتاب قصة عالميين لامعين، ممن كتبوا وقصوا، ضمنيا أو علنيا. وقد سبق لمبارك حسني أن أصدر مجموعتين قصصيتين هما «رجل يترك معطفه» سنة 2006، و»الجدار ينبت ها هنا» سنة 2008.