لم تتغير العادة في تادلة. رشق بالحجارة وتكسير زجاج السيارات والحافلات وإصابة بعض رجال الأمن بجروح خفيفة. تلك عادة تعرفها نهاية العديد من مباريات كرة القدم، وخاصة الديربيات التي تجمع فريق شباب قصبة تادلة بالفرق الجارة التابعة لنفس الجهة. فبعد نهاية المواجهة الرياضية تبدأ مواجهة من نوع آخر بين مجموعات من الشباب المحسوب على جماهير فريق شباب قصبة تادلة وقوات الأمن، تتلف ممتلكات المواطنين وتصاب خلالها الرؤوس والأطراف بالجروح. نفس السيناريو عرفته مباراة الديربي، التي جمعت عشية يوم الأحد بالملعب البلدي بمدينة قصبة تادلة، برسم الدورة 21 من بطولة القسم الوطني الثاني، الفريق المحلي برجاء بني ملال. فبعد نهاية اللقاء بالتعادل السلبي، حوصر حوالي 1000 مناصر ملالي، من أصل 6000 متفرج حضروا اللقاء، ومعهم الصحفيون والحكام ولاعبو وأطر وطواقم الفريقين لأكثر من ساعة ونصف داخل الملعب، بسبب الرشق بالحجارة التي كانت تتساقط بكثرة من الخارج نحو الملعب. خارج الملعب كانت المواجهات حامية بين شباب يرشق بالحجارة بشكل هستيري وقوات الأمن، التي حاولت تفريقهم ومطاردتهم في ساحة جرداء قبالة الملعب، وعلى ضفتي نهر أم الربيع، خلفت إصابة بعض رجال الأمن بجروح خفيفة. حافلة الفريق الضيف كسر زجاجها، ونفس المصير عرفته سيارات بعض المتفرجين، رغم تواجدها بعيدا عن الملعب، الأمر الذي اضطرت معه السلطات لتغيير مسار عودة سيارات وحافلات الجمهور الملالي نحو طريق اغرم لعلام الجبلي، عوض الطريق الرئيسية الرابطة بين بني ملال وقصبة تادلة. أحداث تعودت عليها مدينة قصبة تادلة، رغم محاولة ردعها بتجنيد عدد كبير من قوات الأمن بمختلف أصنافهم، حيث أضحت مناسبات المباريات محط توجس لسكان المدينة ، وخاصة التجار الذين يعدلون يوم اللقاءات عن فتح متاجرهم مخافة التخريب والضياع. أحداث درامية أكثر عرفتها قبل سنة في شهر مارس 2011 نهاية المباراة، التي جمعت الفريق المحلي بالرجاء البيضاوي، برسم بطولة القسم الأول آنذاك، وخلفت 75 جريحا في صفوف قوات الأمن وتكسير 20 سيارة خاصة وواجهات المتاجر ونوافذ وأبواب البلدية والباشوية، واعتقل على إثرها العديد من المشاغبين.