في حفل تأبيني كبير، نظمته الكتابة الإقليمية للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بإقليم إفني، زوال يوم السبت 3مارس2012 بقاعة العروض دار الشباب الشهداء بمدينة سيدي إفني، وترأسه عضوا المكتب السياسي حبيب المالكي وأمينة أوشلح، قدمت شهادات مختلفة ومؤثرة من قبل رفاق المرحوم، سواء في النضال والعمل الحزبي بمدينة سيدي إفني أو في التسيير الجماعي بالبلدية لولايتين باسم الاتحاد الاشتراكي من 1992إلى 2002. كما قدمت شهادات في حق الفقيد من قبل جمعيات المجتمع المدني والهيئات السياسية بالمدينة وأئمة المدرسة العتيقة، وأعضاء المقاومة وجيش التحرير ورفقائه الاتحاديين الذين عاشروه عن قرب وتحملوا إلى جانبه مسؤولية العمل الحزبي والعمل الجماعي...وهي شهادات صادقة ركزت على ما تحلى به مولاي الحسن البوجرفاوي من صفات حسنة وميزات طيبة، جعلته يحظى بتقدير واحترام سكان المدينة الذين عاشوا تجربة نموذجية في التسيير الجماعي. واعتبر الجمعويون في شهاداتهم، الولاية التي تحمل فيها البوجرفاوي مسؤولية رئاسة البلدية أزهى فترة عرفت فيها مدينة سيدي إفني زخما من الأنشطة الثقافية والفنية والبيئية بامتياز، وفترة اتسمت بتنظيم المهرجانات الكبرى الوطنية والدولية التي ساهمت في مزيد من إشعاع هذه المدينة المقاومة والمناضلة. فضائل عديدة ومناقب كثيرة إذن عددها المتدخلون لهذا الرجل الذي ترك بصماته راسخة في هذه المدينة، وفي قلوب سكانها من خلال ما أنجزه عندما كان رئيسا لبلدية سيدي إفني رغم قلة الإمكانيات المادية، لكن بفضل اجتهاده وديناميته وأفق نظره استطاع أن يخلق للمدينة أشياء كثيرة ما، تحدث عن ذلك بإسهاب الذين عاشوا معه التجربة عن قرب بدءا من إحداث منطقة صناعية، وإنجاز مشروع سكني والرفع من الوعاء العقاري وإنجاز دراسة بيئية للمدينة. هذا وفي كلمة تأبينية مؤثرة بلغت أمينة أوشلح عضوة المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي تعزية المكتب السياسي لأسرة الفقيد الصغيرة والكبيرة، ولزوجته الفاضلة حبيبة الطنجي وأبنائه محمد والمهدي وربيعة وسعاد وباقي إخوته وأصهاره، مؤكدة أن قدوم عضوي المكتب السياسي لحضور هذا الحفل التأبيني دلالة قوية على ما كان يحظى به المرحوم من تقدير واعتزاز من قبل إخوانه في الاتحاد الاشتراكي ،الذي بقي وفيا ومخلصا لمبادئه وقيمه إلى أن وافته المنية. كما اعتبرت وفاة الفقيد خسارة للحزب وللمدينة التي ضحى من أجلها وأحبها حتى النخاع وأحب سكانها، والدليل على ذلك هو هذا الحضور الكبير من المنتخبين والسياسيين والمثقفين والجمعويين والفاعلين المختلفين، سواء من مدينة سيدي إفني أو أيت باعمران أومن عدة جهات جاؤوا ليلقوا بشهاداتهم في حق الراحل الذي جربوه وخبروه ولامسوا فيه عن قرب الصدق والالتزام في أقواله وأفعاله، والحنكة والتجربة والحكامة في تدبير أمور وشؤون بلدية سيدي إفني. وطالبت أمينة أوشلح من المسؤولين والمنتخبين بالمدينة أن يطلق اسم مولاي الحسن البوجرفاوي على أحد شوارع المدينة، تقديرا وتعظيما لما أسداه لمدينته من خدمات جليلة لما كان رئيسا لبلديتها لولايتين متتاليتين، وساهم في تنميتها الاقتصادية بخلق منطقة صناعية للإقلاع والنهوض بها تجاريا واجتماعيا. وختمت كلمتها التي ألقتها نيابة عن المكتب السياسي بتأكيدها على أن الاتحاديين والاتحاديات بهذه المدينة المناضلة والصامدة عاصمة قبائل أيت باعمران المجيدة، سيتابعون مسيرة النضال من أجل بناء ونمو هذه المدينة والتي بدأها الراحل في الحزب وبرفقة أصدقائه في النضال والصمود، وبرفقة سكان المدينة الأبرار الذين بادلوه المحبة في حياته ولازالوا يكنون له التقدير والاحترام حتى في مماته. وفي سياق الشهادات التي تليت على مسامع الحاضرين، قدم كل من الكاتب الجهوي للحزب عبد الكريم مدون وكذا الكاتب الإقليمي محمد فضلو الكلمة التأبينية باسم الكتابتين، تمحوت حول مناقب الفقيد وفضائله ودماثة أخلاقه وسمو صفاته، وتلتها كلمة أسرته التي ألقاها ابنه وتحدثت عن حسن تعامله مع أبنائه والإنصات إليهم في جو ديمقراطي لقنهم من خلاله القيم السامية والمبادئ العالية التي استمدها هو من مدرسته في الحياة مدرسة الاتحاد الاشتراكي التي اغترف منها الكثير. وكانت أقوى الشهادات المؤثرة هي تلك التي قدمها رفيق دربه في العمل الحزبي والجماعي سليمان السكال ،وإمام ومدرس المدرسة العتيقة محمد إد العسري والبرلماني محمد عصام عن حزب العدالة والتنمية الذي قال في حق الراحل إنه أعطى لمؤسسة رئاسة المجلس البلدي الهيبة والاحترام والتقدير وحماها من العبث والتسيب والفوضى،وأنه سليل أسرة المقاومة وجيش التحرير، وابن المدرسة الاتحادية العتيدة التي تربى فيها وشرب من معينها الباعمرانيون وتماهوا معها إلى درجة الحلول.