في موكب مهيب، ووسط حشود بشرية من إخوته في الحزب وأصدقائه وأفراد عائلته وابنه "حسن" ومحبيه، يتقدمهم عضوا المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الأخوان حبيب المالكي وأمينة أوشلح ، وعشرات من السيارات انطلقت من مسجد لبنان بأكَادير، بعد صلاة الظهر ليوم الثلاثاء 6يناير2008، ودعت مدينة أكَادير ابنها البارالمناضل الإتحادي الأستاذ إبراهيم راضي،إلى مثواه الأخيربمسقط رأسه بتدارت بأنزا، حيث ووري جثمانه الثرى بجوار قبر أبيه المرحوم الحاج حسن راضي، وذلك تنفيذا لوصية فقيد الإتحاد الإشتراكي. الراحل إبراهيم الراضي الذي وافته المنية صباح يوم الإثنين5 ينايرالجاري عن سن 68سنة، بإحدى المصحات الخاصة بأكَادير، كان عضوا نشيطا بالنقابة الوطنية للتعليم، وواحدا من الأبناء البررة الاتحاديين الذين انخرطوا في الحزب منذ أوائل الستينات، وقدموا الشيء الكثير لهذه المدينة ولسكانها على أكثر من مستوى، سواء أثناء تحمله مسؤولية رئاسة المجلس البلدي لفترتين من1976إلى1992، أو في فترة تمثيله داخل قبة البرلمان لولايتين من1984إلى1997عن دائرة إنزكَان ثم أكَادير، أو في التسييرالرياضي حيث كان رئيسا لفريق حسنية أكَادير في الثمانينات من القرن الماضي. وهو كذلك أحد مهندسي التنمية بها، كما جاء في كلمة التأبين التي ألقاها باسم المكتب السياسي للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية حبيب المالكي ،حين قال في حق الراحل:«كنت مناضلا صلبا ورجل تحديات ومسؤولية جسيمة ومقاوما فذا في مراحل صعبة، في زمن حملات القمع والتشكيك والتضليل، وكنت رجل ثقة لدى السكان والمواطنين، حين اختاروك رئيسا لبلدية أكَادير لتتحمل مهام تدبيرالشأن المحلي، وتمثيل المدينة بالبرلمان خير تمثيل". وأضاف المالكي في الكلمة التأبينية "لقد كنت مهندس الديمقراطية المحلية على مستوى أكَادير والجهة، وكنت دائما تؤمن بأن البناء الديمقراطي السليم لايمكن أن يتم إلا ميدانيا، وتردد لاديمقراطية محلية بدون الإنصات للسكان وإشراكهم في المشاريع وتلبية متطلباتهم، لهذا عشت ومت في خدمة المواطنين.كما كنت نموذجا في السلوك والأخلاق، ومثالا حيا في العمل الدؤوب، والدقة في وضع مخططات مندمجة وناجحة سواء في محاربة دورالصفيح أو تنفيد مشروع التطهير أوالنقل الحضري أوقطاع السياحة بأكَادير، فضلا عن اهتمامك الكبير بالرياضة وخاصة كرة القدم التي كنت رئيسا لفريقها حسنية أكَادير». المالكي أشار في ذات الكلمة إلى أن الفقيد كان من الأوائل المؤسسين للحكامة الجيدة، كممارسة يومية، جعلته مهووسا بحبه لأكَادير، وخدوما للمواطنين حيث أعطى للمدينة والسكان كل شيء ولم ينل هو أي شيء.كما استطاع، بسلوكه وأخلاقه وتكوينه وأسلوبه الخاص وتجربته النقابية )النقابة الوطنية للتعليم) والحزبية منذ الستينات، أن يعالج عدة قضايا بالحوار والإنصات والإقناع. وختم عضو المكتب السياسي كلمته بقوله:«ما قام به فقيدنا سواء بأكَادير وغيرها، في التسيير الناجح والبناء الناجع المحكم وترسيخ الديمقراطية المحلية..هو رصيد لشعبنا وجزء من ذاكرتنا الإتحادية الوطنية،لهذا سيبقى الراحل حيا بيننا ليس على مستوى أكَادير، فحسب بل على المستوى الوطني نظرا لعطاءاته الغزيرة وتضحياته الكبيرة في سبيل خدمة مدينة أكَادير والوطن". ونيابة عن الأجهزة الحزبية الإتحادية (الفرع الحزبي بأكَادير، والكتابة الإقليمية والكتابة الجهوية)، تناول الأستاذ يحيى البدراري، في كلمته التأبينية، وبكلمات معبرة ومؤثرة، خصال الفقيد ومناقبه العديدة وسلوكه الحسن وأخلاقه العالية، وأناقة مظهره ولباقة لسانه وصدق مخبره وتواضعه الفريد ومعاشرته الطيبة للناس جميعا، وإحساسه بالمسؤولية في مهامه الجسيمة سواء كمرب في حجرات الدراسة أومسؤول جماعي أو نائب برلماني. وقال البدراري«إن فراق الموت مرّ في جميع الأحوال ،أما فراق رجل مثلك يا أخي الأعز،نموذج المناضل المسؤول والأب الحنون والأستاذ المربي الصبور، المبلغ العميق والخيدوم المثابرالمتواضع للناس، فقيرهم قبل غنيهم والوطني المبدئي الصادق في جميع الأفعال والأحوال، فهو والله ثم والله فراق أمَرّ وأمَرّ وألف أمَرّ.. وعزاؤنا جميعا أيها الأحبة الأقربون في أنزا وأكَادير وسوس، والأبعدون في كل الأرجاء واحد لأسرته الصغيرة والكبيرة.. وأن أحسن وفاء لنقاء فضة أيام عمرك من إخوتك أن يجمعوا الشمل ويرصوا الصفوف ويتشبثوا بالمثل الخيرة التي قادت تجربتك ومعاناتك،وأن يخلصوا العهد أمام الله على مثواك الأخير، بأنا جميعا ثابتون على مبادئ حزبنا وخدمة وطننا ومواطنينا، بما يجدد ميراثك الثري في خدمة البلاد والعباد..ووداعا يا أخي وداعا، وعم في قبرك رحمة وغفرانا. وإنا لله وإنا إليه راجعون".