شهدت مدينة أكادير، إحياء الذكرى الأربعينية لوفاة المرحوم الحاج الحسين الراديف، رئيس عصبة سوس لكرة القدم، والذي فقدت بوفاته الأسرة الرياضية بسوس مسيرا محنكا ترك بصماته واضحة في كل المجالات التي اشتغل بها وشكلت همه اليومي، ابتداء من ناديه جمعية نجاح سوس، وعصبة سوس لكرة القدم، والكشفية الحسنية المغربية، وكذا حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية الذي شكل النضال في صفوفه جزءا أساسيا من حياة الفقيد. وقد شهد الحفل التأبيني إلقاء كلمات كانت عبارة عن شهادات في حق الفقيد ألقاها أصدقاؤه وأحبته من نجاح سوس، وعصبة سوس لكرة القدم، والكشفية الحسنية المغربية، وحزب القوات الشعبية، والتي اختتمت بكلمة لأسرة الفقيد الذي أجمع الحاضرون، من خلال حضورهم المكثف أولا، ثم من خلال الأحاديث التي تناولوا من خلالها مناقب الفقيد، أن السي الحسين الراديف كان رجلا يتكلم دائما لغة الإنجاز. فمنذ التحاقه بجمعية نجاح سوس، سنة 1978، استطاع أن يطور هياكل هذه الجمعية ويحولها الى ناد يسيره مكتب مديري هو الأول من نوعه بمنطقة سوس، وكان هذا النادي يتوفر على فروع لكرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والشطرنج، وفنون الحرب، بالإضافة الى كرة القدم النسائية. كما تمكن الفقيد من أن ينجز مقرين خاصين بنجاح سوس، أحدهما، وهو الأقدم، يوجد بحي إحشاش الذي انبثقت منه جمعية النجاح. ثم مقر ثان يوجد بحي تيلضي. وعلى مستوى عصبة سوس لكرة القدم، التي تولى الفقيد الراحل رئاستها سنة 1991 ، فقد كان مقرها يتواجد في البداية في مكتب صغير بمندوبية وزارة الشبيبة والرياضة بأكادير، ويرجع الفضل للفقيد الحسين الراديف في جعل هذه العصبة التي أصبحت اليوم رائدة وطنيا بتنظيمها وهيكلتها ونوعية عملها وتكويناتها لفائدة الأطر التقنية والحكام وغيرهم، تتوفر على مقر خاص بها بمحاذاة ملعب الإنبعاث، قبل أن يتم الإنتقال، شهورا قليلة قبل وفاة الفقيد، الى المقر الحالي للعصبة الذي يعتبر أكثر رحابة وأكثر وظيفية يتوفر على كل التجهيزات اللازمة وعلى طاقم إداري وتقني كفؤ. ناهيك عن المركز الجهوي للطب الرياضي والذي شكل إنجازه تحقيقا لحلم راود الفقيد لسنوات. هذا دون نسيان دور الفقيد الفعال في تمكين عصب جهوية أخرى من التوفر على مقرات خاصة بها، وهي عصب كرة اليد، وكرة السلة، والكرة الطائرة، وألعاب القوى، والكرة الحديدية. كما ساهم المرحوم الحاج الراديف ، القائد بالكشفية الحسنية المغربية، من أن يمكن هذه الأخيرة من التوفر على مقر خاص بها أطلق عليه اسم «دار الكشاف». وللفقيد انجازات أخرى لا تقتصر على الجانب الذي رأينا، بل تتجاوزه الى الإهتمام بشكل بالغ بالتكوين والتأطير لفائدة المدربين، والحكام، والمناديب، والكتاب العامين للفرق. كما كانت العصبة خلال ولايته تنظم دوريات تحمل أسماء العديد من الفعاليات الرياضية بالمنطقة، كدوري عبدالغني أكشوض، ودوري لحسن شيشا، ومحمد بوجناح، بالإضافة الى إحداث كؤوس خاصة بمختلف الفئات، وبكرة القدم النسائية والشاطئية. كما كان الفقيد، حين تواجده بمكتب الجامعة الملكية لكرة القدم، سنة 1993، ثم سنة 1999، خير مدافع عن الأندية السوسية، وكذا عن الحكام والأطر التقنية التابعة لعصبة. تعازينا مجددا لأسرة الفقيد الصغيرة ، ولأسرته الرياضية والجمعوية والحزبية الكبيرة، وندعو العلي القدير أن يشمله بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنانه، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان. وإنا لله وإنا اليه راجعون.