اعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية يوم الجمعة الماضي شابا مغربيا، متهمة إياه بالتخطيط لتفجير مبنى الكونغرس. وتمت عملية الاعتقال داخل مرآب مجاور لمبنى الكونغرس، حين تسلم أمين الخليفي (29 سنة) سترة محشوة بالمتفجرات وبندقية من طراز إي كي 47 ومسدسين، سلمها له أفراد من مكتب التحقيقات الفيدرالي، كانوا قد أوهموه بأنهم ينتمون لتنظيم القاعدة، لكنه لم يكد يغادر المرآب حتى أوقفته عناصر أخرى من الأمن الفيدرالي، وانتزعت منه الأسلحة والمتفجرات التي سبق تعطيلها، تفاديا لأية مفاجأة قد تحدث خلال عملية الاعتقال. وفي هذا الصدد، أصدرت سفارة المملكة المغربية بواشنطن بلاغا عبرت فيه عن شعور المغرب بالأسى لما ورد من أنباء بخصوص محاولة اعتداء إرهابي كان أحد الأشخاص يعتزم القيام به يوم الجمعة ضد مقر الكونغرس الأمريكي. وجاء في البلاغ أن "المملكة المغربية وشعبها يشعران بالأسى لما ورد من أنباء حول محاولات القيام باعتداءات إرهابية ضد شعب وحكومة الولاياتالمتحدة من طرف شخص يشتبه في أنه من جنسية مغربية"، مضيفا أن "المغرب يدين الأفكار المتطرفة وتجلياتها في أعمال عنف "، ومذكرا بأن "كل عمل عنف، يتنافى بشكل تام مع القيم الأساسية للمملكة المغربية وشعبها". كما أكد البلاغ مساندة المغرب ومساعدته للسلطات الأمريكية في الوقت الذي تقوم فيه بتحقيقاتها حول هذه القضية، مجددا تأكيد التزامه بالروابط المتينة التي تجمعه مع الولاياتالمتحدة . ولقد مثل الخليفي مساء نفس اليوم، الجمعة، أمام قاض أمريكي، حيث بدا، كما جسده رسم يدوي، بلحية قصيرة جدا، ويرتدي سروال جينز أزرق وقميصا أخضر اللون، كما ظهر وشم على ذراعه. ومن المتوقع أن يصدر القاضي لاحقا في حقه حكما بالسجن مدى الحياة، في حال ثبوت الاتهامات الموجهة له. وسيتم الشروع في أولى جلسات الاستماع يوم الأربعاء المقبل. وكان أمين الخليفي قد حل بالولاياتالمتحدة سنة 1999 ولم يكن حينها يتجاوز سنه السادسة عشر، بعد حصوله على تأشيرة من نوع (بي 2)، التي تتيح له السفر لأمريكا للسياحة أو العلاج. وحسب ما جاء في تقرير مكتب التحقيقات الفيدرالي، فإن صلاحية التأشيرة انتهت في نفس السنة، لكنه استمر في الإقامة في الولاياتالمتحدة بطريقة غير شرعية. وكان سنة 2010 قد تعرض للطرد من شقة في أرلينغتون بسبب عدم تمكنه من أداء واجب الكراء، واضطر مالك الشقة، فرانك ديندا، إلى التبليغ عنه بعد أن ساورته الشكوك بشأنه. يقول ديندا، في تصريح لصحيفة "واشنطن بوست": كان يتوصل بطرود غريبة بدعوى أنها كتب، لكن لم أكن أظن أنها بالفعل كانت كتبا." وأكد التقرير الفيدرالي أن الخليفي التقى سنة 2011 بأفراد آخرين في أحد المنازل في أرلينغتون، بولاية فيرجينيا، وقدم له أحد أولئك الأشخاص أسلحة، و"عبر الخليفي عن موافقته على كلام أحد أولئك الأفراد بأن "الحرب على الإرهاب حرب على المسلمين"، وقال إن المجموعة في حاجة لتستعد للحرب." وجاء في التقرير أيضا أن الخليفي قال إنه "سيكون سعيدا بقتل 30 شخصا". وأعلنت السلطات الفيدرالية أنها كانت قد وضعت المغربي المشتبه به تحت أعينها منذ مدة طويلة، وزرعت عملاءها حوله، كما أن الشرطة الخاصة بالكونغرس شاركت في التحقيقات. وكشفت أن الخليفي كان يخطط منذ أكثر من سنة لشن هجمات على أهداف في أليكسندريا، ولاية فيرجينيا، من بينها كنيس يهودي، مبنى يضم مكاتب عسكرية إضافة إلى مقهى بواشنطن يتردد عليه مسؤولون عسكريون. ولحدود الساعة، لم يتم الكشف عن الدوافع التي جعلت السلطات الفيدرالية تشك في سلوكات الخليفي، وبالتالي تتبعه عن قرب.