باشرت السلطات الأميركية تحقيقا مفصلا مع مهاجر مغربي، بتهمة محاولة تفجير في الكونغرس، بعدما اعتقل، الجمعة الماضي، قرب مبنى الكونغرس، وهو يرتدي سترة، يعتقد أنها معبأة بمتفجرات، قدمها له تنظيم القاعدة الإرهابي. وأكد بلاغ للسفارة المغربية بالولاياتالمتحدة أن المغرب يشعر بالأسى لما ورد من أنباء بخصوص محاولة اعتداء إرهابي كان أحد الأشخاص٬ يشتبه في أنه من جنسية مغربية٬ يعتزم القيام به. وذكر البلاغ أن "المملكة المغربية وشعبها يشعران بالأسى لما ورد من أنباء حول محاولات القيام باعتداءات إرهابية ضد شعب وحكومة الولاياتالمتحدة من طرف شخص، يشتبه في أنه من جنسية مغربية". وقالت وزارة العدل الأميركية إن الأمر يتعلق بأمين الخليفي (29 عاما)، وهو مهاجر غير شرعي، يعيش بولاية فرجينيا، ووجهت له تهمة "محاولة استخدام سلاح دمار شامل ضد ممتلكات تخص الولاياتالمتحدة، وكان ينوي تفجير قنبلة، وقتل أناس بالرصاص". واعتقل الخليفي على أيدي أفراد مكتب التحقيقات الاتحادي وشرطة الكونغرس، في مرآب للسيارات، قريب من مبنى الكونغرس. ومثل الشاب، الذي كان محل تحقيق سري مطول لمكتب التحقيقات، في ما بعد، أمام محكمة اتحادية في فرجينيا، ويواجه، في حال إدانته، عقوبة السجن مدى الحياة. وحسب سجلات المحكمة، دخل الخليفي الولاياتالمتحدة عام 1999، بتأشيرة، وتجاوز مدة الإقامة المسموح له بها، ولم يتقدم بطلب للحصول على الجنسية الأميركية. وذكر مكتب التحقيقات أن مصدرا سريا أبلغ المكتب، في يناير 2011، أن الخليفي التقى بأفراد آخرين في مسكن بمدينة أرلنغتون، في فرجينيا. وخلال الاجتماع، عرض أحد الأشخاص ما بدا أنها بندقية ومسدسان وذخيرة. وكشف المصدر أن الخليفي أعرب عن موافقته قول أحد الحضور، إن الحرب على الإرهاب ما هي إلا "حرب على المسلمين"، وقال إنه ينبغي عليهم أن يستعدوا للحرب. وأضافت الإفادة أنه، في يناير الماضي، قال الخليفي إنه غير خططه، ورغب في تفجير مبنى بالكونغرس بدلا من تفجير مطعم، وفق خطته الأصلية. وذكرت أن الشاب المغربي فجر قنبلة تجريبية، قبل نحو شهر، في محجر غرب فرجينيا، وأنه أبدى رغبته في إحداث تفجير أكبر خلال هجوم، الذي يستهدف الكونغرس. واختار الخليفي يوم 17 فبراير موعدا لتنفيذ العملية. وقبل ذلك، سافر إلى مبنى الكونغرس في مناسبات عدة، لاستكشاف واختيار الموقع الذي سيدخل منه إلى داخل المبنى، وموعد الهجوم بالضبط، والسبل التي ستجنبه لفت انتباه أفراد الأمن. وصرح النائب الفيدرالي، نيل ماكبرايد، أن الخليفي "كان يعتقد أنه يعمل مع القاعدة، ووضع الخطة بنفسه وحدد الأهداف والوسائل"، مشيرا إلى أنه، بينما كان يسعى "للانضمام إلى مجموعة متطرفة مسلحة"، تقدم، في دجنبر 2011، إلى عميل لوكالة الاستخبارات الأميركية، "إف بي آي"، ادعى أن اسمه يوسف، معتقدا أنه من أعضاء تنظيم القاعدة. وأكد بلاغ السفارة المغربية أن "المغرب يدين الأفكار المتطرفة وتجلياتها في أعمال عنف"٬ مذكرا بأن "كل عمل عنف يتنافى بشكل تام مع القيم الأساسية للمملكة المغربية وشعبها"، ومعبرا عن مساندة المغرب ومساعدته للسلطات الأميركية، في الوقت الذي تباشر تحقيقاتها حول هذه القضية، ويجدد تأكيد التزامه بالروابط المتينة التي تجمعه مع الولاياتالمتحدة. وفي رد على محاولة الاعتداء هاته٬ حرص عضو الكونغرس الأميركي، مايكل غريم، على التعبير عن "اعتزازه بالعلاقات الوثيقة بين الولاياتالمتحدة والمغرب، والقيم التي تتقاسمها الأمتان" المغربية والأميركية. وشدد٬ في بلاغ٬ على أن المغرب "يظل شريكا استراتيجيا واقتصاديا من الدرجة الأولى بالنسبة للولايات المتحدة"٬ مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال المتطرفة "لا يمكن أن تحول دون تعزيز الولاياتالمتحدة لعلاقتنا الوثيقة والعريقة مع المملكة المغربية". وقام الخليفي، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الأجنبية، بزيارات استكشافية إلى الكونغرس، وطلب من "يوسف"، عميل "إف بي آي"، تفجير القنبلة التي يحملها عن بعد "إذا واجه مشكلة مع عناصر الأمن". وكان عناصر "مموهون" من "إف بي آي" موجودين مع الخليفي في المرآب، وحمل الخليفي الرشاش "وارتدى سترة تحوي ما كان يعتقد قنبلة صالحة للاستخدام. وتوجه، بعد ذلك، إلى الكابيتول، حيث كان ينوي إطلاق النار على الناس وتفجير القنبلة"، لكنه أوقف قبل أن يغادر المرآب.