أمام مدرجات شبه فارغة دار كلاسيكو الرباط، بين فريق الفتح الرياضي وفريق الوداد، الشيء الذي أفقده الاحتفالية على المدرجات، وجعل منه مباراة عادية، خاصة وأن جماهير إلترات الجيش الملكي، التي كانت تؤثث المدرجات في مثل هذه اللقاءات ، كانت رفقة فريقها بمدينة الدارالبيضاء. برودة المدرجات زادتها برودة الأداء المتواضع الذي فرضه تاكتيك المدربين، بحيث أن الكرة في الشوط الأول كانت متمركزة في وسط الميدان، الذي كان يعرف تكدسا خنق اللعب، وأدخل المباراة في حس دفاعي قاتل. كان الحل فيه الإعتماد على المرتدات، والإختراق من الأجنحة، والتي لم تكن قادرة على إسقاط الكثير من الكرات في وسط مربع العمليات. هذا النهج حتم على السلامي الإعتماد على فرديات وتقنيات لاعبيه (الكشاني أمين البقالي،البحري)، الشيء الذي خلخل تكدس لاعبي الوداد في وسط الميدان، وحرر اللعب شيئا ما، وأعطى لفريق الفتح بعض التفوق، لكن المحاولات كانت تنتهي بالفشل، نظرا لأنانية الكشاني في اللعب، ورغبته الجامحة في التسجيل، إضافة الى التسرع وعدم التركيز مع حضور قوي للحارس لمياغري الذي صد الكثير من التسديدات بتدخلات محسوبة. مقابل ذلك اعتمد فريق الوداد على المرتدات التي كانت تنفذ من طرف كل من: (ياسين لكحل، الطلحاوي، باسكال ورامي)، لكن فعاليتها كانت تغيب مع تواجد دفاع متحرك في وسط الميدان، وجدار ثابت شكله كل من بوخريص، بن اشريفة، اتراوري الذي لم يعرف لاعبو الوداد كيف يستغلون ضعفه في التمركز، ولم يستغلوا إمكانياته المتواضعة جدا. هذا النهج التاكتيكي الصارم أنهى الشوط الأول بنتيجة البياض، وليجد المدربان نفسيهما مضطرين لتغيير طريقة اللعب، لأن الشفرات تمت قراءتهما. قراءة مدرب الوداد الإسباني بينيتو اعتمدت على السرعة في اللعب، والاعتماد على الأجنحة مع التركيز على جهة المدافع الفتحي اتراوري الذي عانى كثيرا، كما تم الاعتماد على بناء اللعب من الخلف، وعدم الاحتفاظ بالكرة، والسرعة في التمريرات حتى لاتكون هناك فرصة لوسط ميدان فريق الفتح لمساندة الدفاع. هذا النهج أعطى لفريق الوداد بعض التفوق وحرره من التكدس في وسط الميدان، الذي أصبح سلاح جمال السلامي، وأضاف إليه الرغبة في الحصول على ضربات ثابتة قرب مربع العمليات لإعطاء بنشريفة فرصة التحول الى «مدفعجي» بيمناه لكن هذه المرة لم تكن التسديدات لتهزم لمياغري .أمام عجز مهاجمي الفريقين في تغيير النتيجة كان أمام المدربين حل تغيير اللاعبين من دون التغيير في النهج، إلا أن القراءة الجيدة لنوايا المدربين لبعضهما البعض حالت دون الوصول إلى الشباك، خاصة وأن اللاعبين احتفظوا بطراوتهم البدنية، وهذا يؤكد الاستعداد البدني الجيد لهذه المباراة التي قادها الحكم لحلو بصرامة، وبلياقة بدنية عالية جعلته يكون قريبا من العمليات، متابعا لها وجعلته يتحكم في المباراة من بدايتها إلى نهايتها بنفس الإيقاع، خاصة مع الحضور القوي لمساعديه. تصريح جمال السلامي مدرب الفتح أنا جد راض عن أداء اللاعبين، لأنهم يقدرون المسؤولية، خاصة وأنهم اليوم كانوا في مواجهة فريق الوداد. مباراة اليوم كانت قوية تاكتيكيا واجهنا خلالها فريق الوداد الذي أصبح أكثر تنظيما، الشيء الذي خلق لنا بعض الصعوبات في الشوط الثاني. فيما يخص الأهدافو، فإنني أؤكد أن الهدف ليس هو الفوز بالبطولة، ولكن احتلال المراتب الأولى، لأن تكوين فريق قوي يبقى هو الهدف. بينيتو مدرب الوداد المباراة كانت متوازنة سيطر فيها كل فريق خلال شوط، وكنا الأفضل في الشوط الثاني، لكن كنا أمام فريق له مقومات كبيرة وجيدة. كانت هناك بعض الفرص للتهديف للفريقين، لكنها لم تترجم الى أهداف.