مريم الهباتم يوم السبت الماضي تنظيم ندوة حول الراحل شمعون ليفي، في إطار الدورة الثامنة عشر المعرض الدولي للنشر و الكتاب بالدار البيضاء، حضرها العديد ممن عايشوا الفقيد خلال فترات مختلفة من حياته من بينهم المؤرخ الإسباني، بيرنابي غارثيا لوبيث و وزير التشغيل والتكوين المهني، عبد الواحد سهيل و الأستاذ الجامعي إيلي الباز. عرف عن شمعون ليفي تاريخه النضالي الحافل كونه أحد الشخصيات التي ناضلت من أجل استقلال المغرب و مقاومة استبداد المستعمر، كما كان الراحل أحد المعادين لمبدأ الصهيونية. انخرط مبكرا في العمل الحزبي، و كان لفترة طويلة من حياته رئيس تحرير جريدة البيان الناطقة باسم حزب التقدم والاشتراكية. تحدث بيرنابي لوبيث غارثيا بشكل مفصل عن مراحل متعددة كان فيها شمعون ليفي حاضرا بقوة في حياته، حيث كان لوبيث غارثيا يشتغل كمراسل لصحيفة البيان و يبعث بمقالاته لشمعون ليفي ليقوم بترجمتها و يقوم بدوره بتزويد لوبيث غارثيا بالمعلومات التي كان يحتاجها. من جهته، تحدث عبد الواحد سهيل عن تجربته كأحد الذين تتلمذوا على يد شمعون ليفي الذي كان يعطي دروسا للغة الإسبانية، و وصف الراحل ب «لمعلم» لإتقانه لكل ما لمست يداه، كما تطرق لفترة كان فيها على تواصل كبير بشمعون ليفي، و يتعلق الأمر بالفترة التي بدأ فيها مساره السياسي كناشط بحزب التقدم و الاشتراكية إلى جانب أستاذه. و قام إيلي الباز في الأخير بعرض ما قدمه شمعون ليفي للتراث اليهودي بالمغرب كرغبته في إصدار مجموعة من الصحف و المجلات الخاصة بالطائفة اليهودية بالمغرب و الصعوبات التي واجهها، إضافة إلى الجهد الكبير الذي بذله من أجل إنشاء متحف يهودي في المغرب يعرض فيه كل ما يخص تاريخ اليهود في المغرب. وبشهادة كل من عايشوا الفقيد، فقد كان شمعون ليفي، المتمسك بهويته اليهودية المغربية، رجلا صاحب قضية، فلطالما ناضل من أجل مقاومة الاستعمار الفرنسي و الإسباني، و ناضل على الصعيد العربي من أجل مقاومة العدو الصهيوني. إضافة إلى هذا و ذاك، فقد أسهم شمعون ليفي في إثراء الثقافة المغربية من خلال أبحاثه في شتى المجالات.