قتل 65 مدنيا وسبعة جنود نتيجة العنف في سورية أمس معظمهم في حمص التي قصفها الجيش، مستخدما لأول مرة المروحيات الهجومية، بينما قالت مصادر في المعارضة إن تعزيزات من المدرعات تدفقت على المدينة، استعداداً لاقتحام بري وشيك، ما دفع الأممالمتحدة إلى ادانة الوحشية المروعة، قائلة ان الجامعة العربية طلبت منها التعاون في مهمة المراقبين الجديدة، بينما حذّر مسؤول أمريكي من أن المجتمع الدولي قد يضطر إلى عسكرة الأزمة في سورية. في هذه الاثناء، شككت روسيا في اقتراح اميركي يتمثل في انشاء »مجموعة اصدقاء سورية« لدعم المعارضة, معتبرة ان مثل هذه الهيئات غير شرعية. وتفصيلا، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن 65 مدنيا قتلوا أمس نتيجة العنف في سورية، بينهم 61 شخصا في حمص وريفها. وأوضح المرصد في بيان »قتل 35 شخصا اثر القصف وإطلاق النار الذي يتعرض له حي بابا عمرو، كما قتل 11 شخصا اثر تعرض منزلهم لقذيفة في حي الانشاءات وثلاثة في حي الخالدية وثلاثة في حي كرم الزيتون بإطلاق نار من رشاشات متوسطة«. وفي ريف حمص، أوضح المرصد ان طفلة وفتى استشهدا متأثرين بجراحهما في تلبيسة وقتل خمسة مدنيين خلال القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن واستشهد شاب برصاص حاجز امني في قرية الزعفرانة, وآخر خلال اطلاق نار من رشاشات متوسطة خلال محاولة اقتحام مدينة القصير. وأضاف المرصد، كما استشهدت فتاة في معرة النعمان التابعة لريف ادلب (شمال غرب)، واستشهد مواطنان خلال القصف على مدينة الزبداني (ريف دمشق)، كما توفي شاب متأثرا بجراح اصيب بها الاربعاء الماضي في قرية تسيل (ريف درعا). وقال الناشط عمر الحمصي عبر هاتف الثريا إن أكثر من 1000 جندي مدعومين بعشرات الدبابات يربضون الآن على مشارف حمص. وأضاف الناشط أن الصواريخ تمطر بابا عمرو دون توقف، ولا نسمع اشتباكات بالرصاص، ما يعني انه لا يوجد حتى الآن محاولة لاقتحام الحي. وذكر ناشط حقوقي أن سبعة من عناصر الأمن قتلوا وجرح عشرات آخرون في كمين نصبه منشقون بالقرب من درعا, مهد الحركة الاحتجاجية ضد النظام السوري. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي أن مجموعة من المنشقين نصبوا كمينا لحافلتين تقلان عناصر من الأمن قرب درعا (جنوب)، ما أسفر عن مقتل سبعة عناصر وجرح العشرات. من جانبها، ذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة إن السلطات قتلت وألقت القبض على عدد من المسلحين، من جنسيات مختلفة يرتبطون بتنظيم »القاعدة« وبحوزتهم اسلحة اسرائيلية. من جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة ضراوة هجوم القوات السورية على حمص. وقال بأن للصحافيين بعدما أحاط مجلس الأمن الدولي بأحدث التطورات »أخشى أن تكون الوحشية المروعة التي نشهدها في حمص، حيث تقصف الاحياء المدنية بالاسلحة الثقيلة، نذير سوء لما سيأتي من أحداث«. وأضاف بان للصحافيين أن الامين العام للجامعة نبيل العربي، ابلغه هاتفيا الثلاثاء الماضي نيته بهذا الصدد، طالباً منه تعاون الأممالمتحدة في هذه المهمة الجديدة. من جهة اخرى، اعتبر بان ان »الفيتو« الروسي والصيني على قرار في مجلس الامن حول سورية كارثي، على الشعب السوري، مؤكدا انه شجع دمشق على تصعيد حربها ضد شعبها. وفي باريس أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس، ان الاعلان عن عودة المراقبين العرب الى سورية، يصب في الاتجاه الصحيح، شرط ان يتمكنوا من ممارسة مهمتهم بحرية وبشكل كامل، وعبرت أيضاً عن تأييدها لعقد مؤتمر تنظمه أنقرة حول الازمة السورية. وفي لندن قالت صحيفة دايلي تليغراف، أمس، إن مسؤولا أمريكيا حذّر من أن المجتمع الدولي قد يضطر إلى عسكرة الأزمة في سورية. وقالت إن المسؤول، الذي لم تكشف عن هويته، لكنها وصفته بأنه بارز بوزارة الخارجية الأمريكية، أبلغها أن البيت الأبيض يريد استنفاد جميع الخيارات الدبلوماسية، غير أن النقاش في واشنطن تحول بعيداً عن الدبلوماسية باتجاه عمل أكثر قوة منذ قيام روسيا والصين باستخدام الفيتو المزدوج، لمنع إصدار قرار بمجلس الأمن الدولي يدين سورية. وفي بكين قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس، إن وفداً من المعارضة السورية زار البلاد هذا الاسبوع، واجتمع مع نائب وزير الخارجية الصيني تشاي جون. وفي موسكو، شككت روسيا في اقتراح اميركي يتمثل في انشاء مجموعة اصدقاء سورية، لدعم المعارضة السورية، معتبرة ان مثل هذه الهيئات غير شرعية. وصرح الناطق باسم الدبلوماسية الروسية الكسندر لوكاشيفتش في مؤتمر صحافي ان »موقفنا حذر حيال هيئات نعتبرها غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي«. وأضاف »هناك تجارب سيئة جدا، في إنشاء مثل تلك الهيئات، خصوصا في ليبيا«.