سوريون يدعون إلى إضراب عام وانشقاقات واسعة في الجيش السوري دعا نشطاء سوريون إلى الإضراب العام أمس الخميس في أنحاء سوريا في إطار تصعيد «الوسائل السلمية» لإسقاط النظام وصولا إلى العصيان المدني. وذلك بينما واصلت قوات الجيش والأمن حملاتها الأمنية في عدة مناطق. كما اقتحمت دبابات الجيش مدينة تلكلخ بمحافظة حمص (وسط البلاد) وسط أنباء عن انشقاقات جديدة داخل الجيش، بعد مقتل سبعة من جنود الجيش السوري في اشتباكات مع جنود منشقين في بلدة داعل قرب درعا جنوبا. وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا في بيان لها إنها انضمت إلى دعوة جميع السوريين إلى الإضراب العام وطالبتهم بالتزام منازلهم، وفاء لشهداء الحرية، مع إصرار النظام «على الاستمرار بسياسة القتل والتنكيل والكذب». وتأتي هذه الدعوة قبل يوم من مظاهرات الجمعة. وكشفت الهيئة العامة للثورة السورية صباح اليوم عن سقوط ستة قتلى في بلدة بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد ومدينة حمص وأربعة في بلدة التريمسة بريف حماة. وذلك بعد يوم من مقتل أكثر من 20 مدنيا نصفهم في محافظة إدلب. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن بأن سبعة أشخاص على الأقل بينهم فتى في الثانية عشرة من عمره، وامرأة قتلوا بيد قوات الأمن السورية في محافظة إدلب شمال غرب البلاد أمس، بينما قتل أربعة آخرون في أعمال قمع متفرقة وسط حمص. وقال المرصد إن سبعة جنود سوريين قتلوا في معركة مع منشقين على الجيش في بلدة داعل قرب درعا بجنوب البلاد. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد إن اثنتين من مركبات قوات الأمن نسفتا وقتل سبعة جنود. وفي وقت سابق الأربعاء نقل المرصد عن شهود عيان قولهم إن عشرات الآليات العسكرية من دبابات ومدرعات اقتحمت فجر الأربعاء داعل في درعا، المحافظة الجنوبية التي انطلقت منها شرارة الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الأسد في منتصف مارس الماضي. وأشار إلى أن 164 شخصا اعتقلوا في داعل، حيث تقوم قوات الأمن بحملات مداهمة واعتقالات، وإن 19 شخصا أصيبوا بنيران قوات الأمن. في غضون ذلك اقتحمت دبابات من الجيش مدينة تلكلخ بمحافظة حمص قبيل منتصف الليلة الماضية بعد حصارها وسط أنباء عن انشقاقات جديدة داخل الجيش، حيث أشار نشطاء إلى انشقاق نحو 20 عسكريا عن الجيش. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن الاقتحام ترافق مع قصف عشوائي، وإطلاق ما يعرفون بالشبيحة والأمن الرصاص تجاه المدينة. كما أشارت هيئة الثورة إلى حظر تجول في مدينة حمص وريفها مع استمرار إطلاق النار بكثافة مساء أمس وسماع دوي انفجارين كبيرين في حيي باب الدريب ودير بعلبة. وفي العاصمة دمشق تحدثت لجان التنسيق المحلية الليلة الماضية عن سماع دوي «إطلاق نار وسط دمشق ليلا في كل من (أحياء) القابون، وشوارع بغداد، والعابد، والشعلان وساحة السبع بحرات»، مشيرة إلى أن إطلاق النار في حي القابون كان «إطلاقا كثيفا بأسلحة ثقيلة ومتوسطة في محيط قيادة القوات الخاصة». وذكرت الهيئة العامة للثورة أن إطلاق نار كثيف من رشاشات ثقيلة وقع في بصر الحرير بدرعا، كما هز انفجار قوي أرجاء مدينة دير الزور شرق البلاد. وشهدت محافظة إدلب وريفها مظاهرات مسائية عدة في بلدات (حزانو- كللي- جرجناز)، وحالة إضراب عامة لفت المحافظة بعد الحملة العسكرية التي شهدتها أمس. وفي محافظة اللاذقية الساحلية وريفها تحدثت الهيئة العامة للثورة عن اعتقالات طالت طالبات وطلاب المدارس إثر مظاهرة طلابية أمس. كما اقتحم الجيش السوري بلدة صوران في حماة ونفذ فيها حملة اعتقالات، كما نفذت القوى الأمنية حملة دهم واعتقال في كرناز وحلفايا وكريم بريف حماة، بينما شهدت منطقة كفر سوسةبدمشق مظاهرة صباحية في الشارع الرئيسي. من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس أن السلطات السورية أفرجت عن 912 شخصا اعتقلوا لمشاركتهم في الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد. وقالت الوكالة «إن الذين أفرج عنهم لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، والإفراج عنهم يأتي في أعقاب إخلاء سبيل أكثر من 1700 موقوف في وقت سابق هذا الشهر». وفي تطور منفصل قال ناشطون حقوقيون إن قاضيا في دمشق أمر بالإفراج عن تسعة ناشطين اعتقلوا في غشت الماضي، وقال الناشط مازن درويش إنهم سيخرجون خلال ساعات وإنهم ينتظرون أوراقهم. وتقدر الهيئات السورية للدفاع عن حقوق الإنسان والأمم المتحدة عدد الأشخاص الذين أوقفوا أثناء قمع حركة الاحتجاج التي بدأت في 15 مارس الماضي ببضعة آلاف.