دشن جلالة الملك محمد السادس أمس رفقة كارلوس غصن، المدير التنفيذي لرونو عملية الانطلاق الرسمي لسلسلة الانتاج بمصنع رونو طنجة الذي يعد أ كبر مصنع للسيارات في إفريقيا من حيث طاقته الإنتاجية التي يتوقع أن تصل في سنتها الاولى 2012 إلى 70 ألف سيارة لتتضاعف إلى 170 ألف سيارة خلال السنة القادمة. المصنع الذي يتواجد على مساحة تفوق 300 هكتار بهضبة ملوسة على بعد حوالي 20 كيلومترا من طنجة، كان قد بدأ في الشهور الماضية عملية الانتاج التجريبي لسيارة داسيا لودجي، وهي سيارة عائلية من فئة السيارات المنخفضة التكلفة تصل طاقتها الاستيعابية الى 7 مقاعد، وستسوق بسعر يتراوح بين 10000 و 12000 أورو ، والتي يراهن عليها المصنع الفرنسي لغزو الأسواق الأوربية التي كثر فيها الاقبال في السنوات الأخيرة على سيارات ال»لوكوست» بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية، حيث يتوقع أن يوجه مصنع ملوسة 90 % من إنتاجه إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم. ويرتقب أن ينتج المصنع ما بين 70 ألف و170 ألف سيارة هذه السنة بمعدل 30 سيارة في الساعة في خط واحد للإنتاج، في حين سيمكن الخط الثاني الذي سينطلق العمل به في 2013 من رفع الإنتاج من 250 ألف إلى 350 ألف سيارة سنويا، لتصل طاقته القصوى إلى 400 ألف سيارة في ما بعد. جيرالد بوركاريو المدير التجاري لرونو المغرب أكد لنا بأن جزءا صغيرا من إنتاج مصنع ملوسة سيوجه نحو السوق الداخلي، مضيفا أن علامة داسيا التي ستتعزز بهذه السيارة الجديدة، تحظى بثقة المستهلك المغربي حيث استحوذت في ظرف وجيز على أعلى نسبة من المبيعات. وقال بوركاريو إن عملية تسويق سيارة داسيا لودجي مازالت قيد الدراسة، ولم تحدد بعد الأسعار التي ستلج بها الى السوق المغربي. بدوره اعتبر أحمد رضا الشامي وزير التجارة والصناعة السابق، والذي إليه يرجع الفضل في نجاح مشروع رونو طنجة، أن انطلاق عملية سلاسل الانتاج بمصنع ملوسة يعد مكسبا كبيرا بالنسبة للمغرب الذي رفع العديد من التحديات، وذلل الكثير من الصعوبات في سبيل إنجاح هذا المشروع الذي سيكون له أثر كبير على النمو، مؤكدا أن الناتج الصناعي للمغرب سيعرف تطورا ملموسا خلال هذه السنة وفي السنوات المقبلة بفضل هذا المشروع، الذي سيساهم في خلق36 ألف منصب شغل، وهو ما اعتبره الوزير السابق »تتويجا للجهود التي بذلناها ولعشرات الاجتماعات التي قدناها في إطار لجنة التسيير الساهرة على المشروع، وللمحاولات المتكررة لإقناع العديد من المجهزين والمزودين بالاستقرار في المغرب. وقد حظي حدث الافتتاح بمتابعة إعلامية واسعة على الرغم من الارتباك والارتجال اللذين أبان عنهما مسؤولو الإعلام في الشركة. وتضاربت ردود الفعل حول الحدث، حيث هاجمت مجموعة من وسائل الإعلام في فرنسا سياسة ترحيل الخدمات والصناعة من فوق التراب الفرنسي و«حرمان الفرنسيين من آلاف مناصب الشغل خصوصا في الظرفية الاقتصادية العصيبة التي تجتازها البلاد» ، بينما نوهت وسائل إعلام أخرى بالجهود التي بذلها المغرب لاستقطاب مشروع عملاق من هذا النظير. وقالت ليزيكو «منذ 2009 أطلق المغرب بقوة برنامجا لاستقطاب الاستثمار الأجنبي عبر عمليات تسويق كبرى»، مؤكدة أن «رونو ليست المصنع الوحيد الذي يراهن على هذا البلد.» أما في الجزائر فقد عضت وسائل الاعلام على الشفاه حسرة لتمكن المغرب من استقبال أكبر قاعدة لتصنيع السيارات بالقارة الافريقية، في الوقت الذي مازال الحلم الجزائري باحتضان مصنع صغير لشركة رونو يراوح مكانه منذ سنوات. وانتقدت الصحافة الجزائرية «فشل وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة محمد بن مرادي، في انتزاع «توقيع سياسي» من زيارة رافاران يقضي بإنشاء مصنع لتركيب السيارات بالجزائر، ما أفقد الحكومة ورقة كانت ستوظفها للتباهي بالإنجازات التي تحققت خلال الذكرى الخمسين للاستقلال «حسبما أوردته الشروق الجزائرية.