اهتمت صحف فرنسية٬ اليوم الأربعاء٬ بالمصنع الجديد لمجموعة "رونو" للسيارات في مدينة طنجة عشية تدشينه٬ مبرزة استراتيجية التصنيع في المغرب والمزايا التنافسية للاستثمار في البلاد. وأكدت هذه الصحف على أهمية هذا المصنع "الضخم" الذي يفترض أنه "ثاني أكبر قاعدة صناعية للعربات المنخفضة التكلفة ذات الصبغة الدولية" لرونو بعد رومانيا. وكتبت (لوباريزيان) أن " الموقع٬ الذي شيد على مساحة 300 هكتار على بعد 30 كلم من ميناء طنجة المتوسط الجديد غير بعيد عن السواحل الإسبانية٬ سيصبح إحدى أكبر المواقع البارزة للإنتاج المنخفض التكلفة لرونو". من جهتها٬ أشارت اليومية الاقتصادية (ليزيكو) إلى أنه "مقارنة مع مواقع أجنبية أخرى٬ فإن الصعود المتسارع الذي خططت له رونو في طنجة يتم بأقصى سرعة٬ فبمجرد الانتهاء من المرحلة الأولى المدشنة٬ أي 220 ألف متر مربع من البنايات٬ تستعد المجموعة للشروع في أشغال خط التركيب الثاني (120 ألف متر مربع إضافية) الذي يرتقب دخوله حيز الخدمة في منتصف 2013". ويرتقب أن ينتج المصنع ما بين 70 ألف و170 ألف عربة هذه السنة بمعدل 30 عربة في الساعة في خط واحد للإنتاج٬ في حين سيمكن الخط الثاني في 2013 من رفع الإنتاج من 250 ألف إلى 350 ألف عربة سنويا٬ وحتى 400 ألف في ما بعد. وأول ما ستنتجه سلاسل التصنيع السيارة الجديدة (لودجي) وهي سيارة عائلية تضم 5 إلى 7 مقاعد وسيتم تسويقها في الربيع المقبل تحت علامة داسيا (الفرع الروماني لرونو) في أوروبا وحوض المتوسط. وتوقعت (ليزيكو) أن يلقى هذا الطراز نجاحا كبيرا في فرنسا. فإلى جانب (لودجي) واستعمالها النفعي٬ يتعلق الأمر بإنتاج "جيل المستقبل لبرلين لوغان" بالنسبة لطراز السيارات هذا الذي لا يزال سرا. من جهة أخرى٬ أبرزت (لوباريزيان) أن المغرب استقطب رونو إلى ترابه عبر تمكين هذا المصنع الفرنسي من الاستفادة من وضع "ملائم" بإعفائه من الرسوم على الصادرات ومن الضرائب على الأرباح لمدة خمس سنوات. وصرفت الرباط أيضا غلافا ماليا للاستثمار قدره 60 مليون أورو لتشييد البنيات التحتية للنقل و8 ملايين أورو لإقامة مركز للتكوين خاص بصناعة السيارات٬ تضيف الصحيفة. من جانبها٬ أبرزت (ليزيكو) أنه "منذ 2009٬ أطلق المغرب بقوة برنامجا لاستقطاب الاستثمار الأجنبي عبر عمليات تسويق كبرى"٬ مؤكدة أن "رونو ليست المصنع الوحيد الذي يراهن على هذا البلد". وأضافت الصحيفة في هذا الصدد أن "(بومبارديي) و(سوميطومو) و(إس طي ميكرو إليكترونيكز٬ و(إيدز)٬ و(كوكاكولا) استسلمت لإغراء المغرب الذي يعتزم التخصص في المهن الكبرى العالمية كالسيارات والطيران والالكترونيك وغيرها"٬ مذكرة بإطلاق الميثاق الوطني للإقلاع الصناعي. ويتضمن الميثاق برنامجا من 111 إجراء ينبغي تفعليه في أفق 2015٬ لرفع الناتج الداخلي الخام الصناعي للبلاد ب50 مليار درهم (4,48 مليار أورو)٬ وإحداث 220 ألف منصب شغل. وأبرزت اليومية المزايا التنافسية للمملكة التي تستقطب المستثمرين الأجانب في قطاع السيارات والطيران والالكترونيك وترحيل الخدمات والصناعة الغذائية٬ عبر إعفاءات جبائية٬ ومناطق صناعية من الجيل الجديد٬ عامة ومتخصصة والتي "تزدهر" من طنجة إلى العيون ونحو الشرق وحتى وجدة. وتساءلت الصحيفة "هل يجب أن نخلص إلى أن المغرب أرض للصناعة¿"٬ حيث يعتبر الاقتصادي العربي الجعايدي أن "البلاد تعيش مرحلة تجدد صناعي٬ تحذوها إرادة للتموقع بشكل أفضل في سلاسل القيمة المضافة". ويعتبر هذا الجامعي بالمقابل أنه "بعيدا عن مزايا مخطط إقلاع٬ لا تؤخذ جوانب أخرى بعين الاعتبار كفاية كالبحث التنموي والتكوين". وأضاف العربي الجعايدي أن "التكوين المهني لا يجب أن يقتصر فقط على تطوير مشروع٬ وإنما إدراجه على المدى الطويل". وخلصت الصحيفة إلى أنه مع الحكومة الجديدة لعبد الإله ابن كيران "يبدو احتمال القطع مع الاستراتيجية التي تم الشروع فيها ضئيلا جدا"٬ لأن حزب العدالة والتنمية دعا بالفعل في برنامجه الانتخابي إلى" إعادة تأهيل الصناعة".