أكدت لنا مصادر رفيعة من داخل شركة رونو أن إشارة الانطلاق قد أعطيت بمصنع طنجة للشروع في الإنتاج الأولي لسيارة داسيا لودجي، قبل التدشين الرسمي للمصنع الذي يجري حاليا التهييء له. ولودجي هو اسم السيارة التي سيفتتح بها المصنع طاقته الإنتاجية التي يتوقع ان تصل في سنتها الاولى 2012 إلى 60 الف سيارة لتتضاعف إلى 170 ألف سيارة خلال السنة القادمة . المصنع الذي يتواجد على مساحة تفوق 300 هكتار بهضبة ملوسة على بعد حوالي 20 كيلومترا من طنجة ، كان قد بدأ في الشهور الماضية عملية الانتاج التجريبي لسيارة داسيا لودجي ، وهي سيارة عائلية من فئة السيارات المنخفضة التكلفة تصل طاقتها الاستيعابية الى 7 مقاعد،والتي يراهن عليها المصنع الفرنسي لغزو الأسواق الأوربية التي كثر فيها الاقبال في السنوات الأخيرة على سيارات اللوكوست بفعل تأثيرات الأزمة الاقتصادية، حيث يتوقع أن يوجه مصنع ملوسة 90 % من إنتاجه إلى أوروبا وأجزاء أخرى من العالم انطلاقا من ميناء طنجة المتوسطي. جيرالد بوركاريو المدير التجاري لرونو المغرب أكد لنا بأن جزءا صغيرا من إنتاج مصنع ملوسة سيوجه نحو السوق الداخلي، مضيفا أن علامة داسيا التي ستتعزز بهذه السيارة الجديدة، تحظى بثقة المستهلك المغربي حيث استحوذت في ظرف وجيز على أعلى نسبة من المبيعات. وقال بوركاريو إن عملية تسويق سيارة داسيا لودجي مازالت قيد الدراسة، ولم تحدد بعد الاسعار التي ستلج بها الأسواق الأوربية والمحلية. بدوره اعتبر أحمد رضا الشامي وزير التجارة والصناعة السابق، والذي إليه يرجع الفضل في نجاح مشروع رونو طنجة، أن انطلاق عملية سلاسل الانتاج بمصنع ملوسة يعد مكسبا كبيرا بالنسبة للمغرب الذي رفع العديد من التحديات، وذلل الكثير من الصعوبات في سبيل إنجاح هذا المشروع الذي سيكون له أثر كبير على النمو، مؤكدا أن الناتج الصناعي للمغرب سيعرف تطورا ملموسا خلال هذه السنة وفي السنوات المقبلة بفضل هذا المشروع، الذي سيساهم في خلق36 ألف منصب شغل، وهو ما اعتبره الوزير السابق «تتويجا للجهود التي بذلناها ولعشرات الاجتماعات التي قدناها في إطار لجنة التسيير الساهرة على المشروع، وللمحاولات المتكررة لإقناع العديد من المجهزين والمزودين بالاستقرار في المغرب ... « وبداية من الآن سيشرع المصنع بوتيرة إنتاجية بمعدل 30 سيارة في الساعة الواحدة بفضل 2000 تقني مغربي، تم السهر على تدريبهم بشكل مكثف خلال الشهور الماضية . ولم تتردد رونو في استثمار حوالي 1 مليار يورو بموجب اتفاقية استثمار وقع عليها كارلوس غصن مع الحكومة المغربية في صيف عام 2007 وذلك من أجل بناء «مصنع المجموعة الأكثر تنافسية من حيث التكلفة«.