.. ويستمر مسلسل الاعتداء على حرمة المؤسسات التعليمية في غياب تام لأي قوانين تنظيمية وزجرية تحمي أطر التدريس والإدارة داخل فضاءات المؤسسات وهم يزاولون عملهم، والإحصائيات السنوية التي تقدمها الوزارة أو تلك التي يقدمها التضامن الجامعي لخير دليل على ذلك ، مما يعطل أي إصلاح منشود لدور المدرسة العمومية في هذا الاتجاه. وتتكرر فصول هذا المسلسل التراجيدي المبني على العنف الجسدي ضد هيئة الأطر الإدارية والتربوية صباح مساء، وآخر فصول هذا المسلسل الدموي ما تعرض له أمبارك لحريشي مدير مدرسة الفقيه محمد غازي بحي يعقوب المنصور بالرباط زوال الجمعة الأخير حينما اقتحم طالب من المعهد العالي للتكنولوجيا التطبيقية (م ل) فضاء المؤسسة بحثا عن أستاذة تدرس أخته الصغيرة مصحوبا بأربعة مراهقين من أصدقائه، وحينا سأله مدير المؤسسة طالبا منه الانسحاب على أن يتكفل هو شخصيا بالاستفسار من المعلمة عن الطفلة لم يتقبل المهاجم جواب المدير وانقض عليه بضربة رأسية تسببت له في كسر بأنفه ليسقط أرضا وليتلقى مزيدا من الضرب واللكم في جميع أنحاء جسده من طرف المعتدي وعصابته وبضربة قوية على مستوى العين اليمنى قبل أن يفقد الوعي بشكل تام . شرطة المقاطعة 15 حضرت على الفور مصحوبة بسيارة الإسعاف ولينقل لحريشي إلى المستشفى الجامعي ابن سيناء للعلاج ولتمنح له شهادة عجز مؤقتة في30 يوما قبل إجراء عملية جراحية على الأنف. كما أن النائب الإقليمي للوزارة بالرباط تتبع ولا يزال، حالة مدير هذه المؤسسة، رجال الشرطة بهذه المقاطعة بذلوا مجهودا جبارا ليتم اعتقال زعيم الجناة وتقديمه إلى وكيل الملك بابتدائية الرباط. كما أصدرت جمعية مديري ومديرات التعليم الابتدائي فرع الرباط بيانا استنكاريا ضد هذا الاعتداء الوحشي الذي يستهدف النيل من دور هيئة الإدارة التربوية وتفانيها من اجل إنجاح المخطط الاستعجالي. والغريب في الأمر أن عائلة المعتدي تعمل من خلال نفوذها الاجتماعي والمالي في محاولة منها للتأثير في مسار التحقيق بكل الوسائل منها فبركة شهود مزورين في محاولة الالتفاف على القضية وإبعادها عن مسارها الحقيقي. فمتى سيتوقف مسلسل الاعتداء عن أسرة التعليم وخاصة هيئة الإدارة التربوية بالتعليم الابتدائي ، فعوض تحفيزها وتكريمها يتم تعنيفها يوميا؟