خلال هذه الفترة من كل سنة يكون الإنسان في مواجهة عوامل الطقس المتردية، المتميزة بالبرودة وهطول الأمطار وتساقط الثلوج، وفقا للخصائص الجغرافية لكل منطقة من مناطق المغرب، الأمر الذي يتعين معه اتخاذ عدد من التدابير والإجراءات التي تصنف ضمن الخطوات الاحترازية والوقائية، من أجل محاولة تفادي نزلات البرد القوية وما يرافقها من تداعيات صحية، أو محاولة التخفيف من حدتها على الأقل. الاحتياطات المتحدث عنها لاتقف عند حدود اللباس، أو الحذر من نزلات البرد بصيغة من الصيغ، بل تشمل كذلك النظام الغذائي مأكلا ومشربا، التي تتلاءم والطقس البارد الذي يعرف انخفاض درجات الحرارة، الأمر الذي من شانه منح الجسم شحنة إضافية من الدفء التي تبقى طبيعية وغير مرتبطة بالتدفئة الصناعية للمكيفات، أو قد تنطوي على مخاطر كما هو الحال عند استعمال الفحم، وغيرها من الوسائل التي تعتبر مؤقتة والتي لها تبعات سلبية من قبيل تجفيفها للهواء المتواجد بالغرفة أو المنزل، مما يساعد على سهولة نمو وتكاثر البكتريا والفيروسات المسببة لأمراض ونزلات الجهاز التنفسي والهضمي. وباستعراض الأغذية التي تتلاءم والطقس البارد نجد على رأسها، الأطعمة الغنية بالدهون، ويتعين للحصول على تغذية متوازنة سليمة منح الجسم كمية مناسبة يوميا تقدر بحوالي 70- 80غراما، ولأنها مرتفعة في نسبة السعرات الحرارية فإنها تمد الجسم بالدفء، لذلك فمن يتبع حمية/ريجيما قاسيا يشعر دائما بقشعريرة في الجسم، وعلاوة على ذلك فان الدهون تقوي نشاط العضلات مما يساعد على ممارسة الحركة والرياضة المناسبة للجو البارد، وتمد الدهون الجسم بكمية هائلة من فيتامين (أ) الذي يعتبر من الفيتامينات الذائبة في الدهون، ومن شأن ناول هذه الأخيرة أن يساعد على امتصاصها بشكل صحيح ومناسب،أخذا بعين الاعتبار أن فيتامين (أ) مسؤول عن نضارة البشرة، في حين أن فيتامين (ه) مسؤول عن الدورة الدموية وكفاءتها، وكذلك فيتامين (C) المسؤول عن خصوبة ونضارة البشرة ومقاومة الجسم للبرد، وهذه الفيتامينات موجودة فيما يسمى بالأحماض الذهنية. البروتينات: تلعب البروتينات دورا هاما في بناء الجسم بما يحتويه من كتلة عضلية وعظام وأنسجة، وبالنسبة لمقاومة البرد فالبروتينات مسؤولة عن تكوين الأجسام المضادة والأجسام المناعية التي تحمي الجسم من هجوم الميكروبات وخاصة في فصل الشتاء، وتدخل البروتينات في تركيب الهرمونات التي من وظائفها الأساسية الحفاظ على مستوى ثابت من كافة العمليات الحيوية، مثل الدورة الدموية، والدورة التنفسية، ومستوى التمثيل الغذائي، ومستوى حرق الدهون، والتي من شأنها الحفاظ على درجة حرارة ثابتة خلال فترة البرد. وللحصول على البروتين المثالي يجب تناول كمية من 60جرام - 80جراما يوميا تقريبا، على أن توزع بين البروتين الحيواني مثل اللحوم - الدجاج - الأسماك - البيض ?اللبن، والبروتين النباتي مثل العدس - الفول - الحمص - البقوليات. الأغذية الخاصة المقاومة للبرد. * ويأتي كل من الليمون والطماطم والبطاطس الحلوة، في مقدمة الأغذية المقاومة للبرد وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من موانع الأكسدة ومركبات البيتكاماروتين وفيتامين (س) (C). * حساء العدس الذي يحتوي على نسبة عالية من البروتين، ويفضل إضافة عناصر مثل الليمون والبهارات لإمداد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية. * حساء الدجاج الذي يساعد كثيرا في مقاومة مختلف أنواع الفيروسات المسببة للزكام عن طريق طرد البلغم خارج الجسم، وخاصة عند احتوائه على بعض من قطع البصل والثوم، هذا الأخير الذي عرف منذ فجر التاريخ بكونه نباتا علاجيا وذلك بالنظر لما تحتويه هذه النبتة من فوائد صحية، فهو يعد من أكثر النباتات مقاومة للبكتيريا والفطريات، وأثبتت فعالية عالية في مقاومة البرد والعدوى من الأمراض الأخرى مثل السرطان. كما أن الثوم مفيد للقلب ولعضلته، وللأوعية الدموية، وبالتالي يحافظ على دورة دموية سليمة تحفظ للجسم درجة حرارته الطبيعية في مواجهة ظروف البرد القاسية نوعا ما، كما أنه يخفض الكولسترول وضغط الدم المرتفع. وتأتي الأملاح والفيتامينات في مرتبة هامة لوقاية الجسم ومكافحة البرد وذلك لدورها الهام في تنشيط الخلايا وتغذيتها، والجسم يحتاجها بكافة أنواعها، لذلك يجب أن يكون الغذاء متنوعا جدا حتى يمد الجسم بكافة احتياجاته من الأملاح المعدنية وعليه فإنه ينصح بتناول حبة فاكهة طازجة وحبة خضار طازجة يوميا وذلك لضمان الحصول على جهاز مناعة قوي وصحي.