أورد بلاغ للديوان الملكي أن جلالة الملك محمد السادس تلقى مكالمة هاتفية من رئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي، و ذلك يوم الثلاثاء 3 يناير الجاري ، أي يوم تنصيب حكومة عبد الإله بنكيران. وأضاف البلاغ أن رئيس الحكومة الإسبانية عبر لجلالته عن رغبته في زيارة المغرب . وإذا كانت التقاليد في الحكومة الإسبانية تذهب إلى ضرورة زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب كأول زيارة رسمية لرئيس الحكومة خارج إسبانيا في كل ولاية حكومية، فإن كل المؤشرات توحي أن ماريانو راخوي سيكسر هذا التقليد الإسباني ، لكون أن الحكومة المغربية مازالت منهمكة في وضعها الداخلي، وفي صياغة التصريح الحكومي، كما أن إسبانيا تستعد لاستقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم 16 يناير الجاري . هذا إلى انشغالاتها بالوضع الاقتصادي الأوربي والإسباني ، إذ من المنتظر أن يقوم رئيس الحكومة الإسبانية بزيارة العاصمة الألمانية بيرلين وبروكسيل في الثلاثين من هذا الشهر ، مما يعني أن ماريانو راخوي لن يزور المغرب إلا في غضون الأسابيع الأولى من شهر فبراير . وبالتالي حتمية تكسير التقليد الإسباني في زيارة رئيس الحكومة الإسبانية للمغرب كأول زيارة لرئيس الحكومة خارج إسبانيا . وإذا ما تأكد فعليا تكسير ماريانو راخوي لهذا التقليد ، فإنه سيتأكد ما ذهبت إليه التحاليل السياسية والتعاليق الصحافية عقب تعيين غارسيا مارغايو وزيرا للخارجية الإسبانية ، التي أكدت أن توليه للديبلوماسية الإسبانية يعد تحولا جذريا في العلاقات الإسبانية، التي ستتجه نحو أوروبا وأمريكا اللاتينية ، وتوطيد أكثر لعلاقاتها مع أمريكا ، سيما وأن دلالة تعيين رجل مثل غارسيا مارغايو الذي ليست له دراية عميقة بطبيعة العلاقات المغربية الإسبانية، وأن تكوينه وتخصصه في العلاقات الإسبانية وأمريكا اللاتينية، يؤكد أن إسبانيا ستتخلص من محيطها المتوسطي وستتجه نحو آفاق أمريكا اللاتينية.