عاشت منتجعات عيون أم الربيع، ضواحي إقليمخنيفرة، يوم الأربعاء 21 دجنبر 2011، لحظات عصيبة إثر وقوع مواطنة من قبيلة آيت بوالزاويت في مياه هذه العيون، حيث طواها التيار الجارف نحو الأعماق ليختفي أثرها، ولم تكن المعنية بالأمر، حفيظة شكري (35 سنة)، تعتقد أن هذه المياه ستتنكر إليها يوما، وهي التي ظلت منذ سنوات طويلة تتخذ من ضفاف هذه المياه جزءا لمقهى قصبية تكسب منها رزقها اليومي هي وزوجها، نظرا ما للمكان من قيمة سياحية شهيرة يتوافد عليه الآلاف من السياح الأجانب وغير الأجانب من كل حدب وصوب. وتفيد المعطيات الواردة من عين المنطقة أن الضحية، وهي أم لخمسة أطفال، أصغرهم لا يتجاوز 8 أشهر من عمره، كانت لحظتها تهم بعبور مجرى المنابع، وبيدها طاجين طلبه أحد الزبناء من الضفة الأخرى للوادي، إلا أن المياه القوية اختطفتها من الحياة بسرعة البرق أمام ذهول ورعب كل من التقط المشهد المروع، وبالرغم من البحث المتواصل عن الغريقة لم يتم العثور عليها في حينه إلا في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، الخميس 22 دجنبر 2011، حيث تطوع عدد من أهالي المنطقة بحماس كبير بحثا عن الغريقة، رغم برودة الطقس ومياه الوادي التي جعلت عملية البحث الميداني، صعبة وشاقة. وقد سجل عن المتطوعين تناوبهم على الغطس في غياب تام للجهات المعنية، اللهم بعض رجال الدرك الذين فضلوا المعاينة، في حين أفادت مصادرنا من عين المكان أن أفراد الوقاية المدنية الذين قدموا من مريرت لم يكونوا متوفرين على ما يلزم من ملابس الغطس والوسائل اللوجيستيكية الضرورية لمثل هذه الحالات، ما يضاعف معاناتهم عند قيامهم بمهامهم المتعبة والخطيرة أصلا. ولم يكن منتظرا أن تفاجأ السلطات بامتناع أهل الضحية عن تسليم الجثة، احتجاجا منهم على عدم قيام الجهات المعنية بالتدخل الفوري وإيلاء نداءات منطقتهم ما تستحقه من الاهتمام عوض الاستمرار في تركها رهينة مظاهر التهميش والإقصاء والفقر. وبعد ساعات طويلة من تمسك الأسرة بموقفها حيال موضوع تسليم الجثة، تمكن بعض أعيان القبيلة من إقناع هذه الأسرة، عندها تم نقل الجثة لمستودع الأموات بخنيفرة قصد إخضاعها لعملية التشريح الطبي قبل توديعها إلى مثواها الأخير.