منذ ما يزيد عن سنة، ومناضلات ومناضلوا الحزب الاشتراكي الموحد يستعدون لإعداد مؤتمر في ظروف عرفت عدة متغيرات على الصعيد الدولي، وكذلك الوطني وكانت لها سلبيات على الواقع الذي يعيشه المغاربة وإيجابيات. كل ذلك لم يمنعهم من متابعة ما يولده تداخل الأحداث الدولية والوطنية ومحاولة التواجد في بعضها، والتموقف من أخرى كحركة 20 فبراير، والاصلاحات الدستورية وأخيرا الانتخابات البرلمانية ثم التحالفات التي لم يبق لها بالنسبة للأحزاب السياسية المغربية، أي معنى. وحسب تتبعنا لمسيرة هذه الحزب، فإن النقاشات كانت تتمحور حول إمكانية إعادة انتخاب الدكتور مجاهد من عدمها، وإقرار مبدأ التداول الذي يتضح أنه الأمر الممكن الاتفاق عليه بين أغلب مكونات هذا الحزب، مما يجعله يفتح بابا لم يسبقه إليه أي حزب سياسي في المغرب من قبل، ويؤكد من خلاله كذلك تمسكه بالممارسة الديمقراطية، قولا وفعلا وستجرى المنافسة مابين المناضلين محمد الساسي ونبيلة منيب. النقطة الثانية التي قد تهمين على أشغال المؤتمر الثالث أيام الجمعة السبت والأحد - بسنيما روايال بالرباط - هي مضمون الورقة التي تقدم بها التيار الذي يقوده محمد الساسي ،وخاصة ما تتضمنه بخصوص مقاطعة الانتخابات والتنسيق مع الحركات الاسلامية، وهو نفس الطرح الذي تقدمه كذلك الورقة التي يدافع عنها تيار ثان يقوده كل من مصطفى مفتاح. وإذا كان ما سيصدر عن هذا المؤتمر بخصوص مضمون هاتين الورقتين مهما، وسيوضح أكثر الموقف المبدئي والمرحلي من موضوعين هامين، فإن المؤتمر سيكون كذلك مناسبة ليس فقط لتقييم مسيرة هذا الحزب ومواقفه من القضايا التي تشغل بال أوسع الفئات الشعب المغربي، وخاصة ما يتعلق منها بالعزوف عن الممارسة السياسية وأسبابها الذاتية والموضوعية، ولكن كذلك للتأكيد على سلامة قرار تعايش التيارات الفكرية الناضجة داخل نفس الحزب، وقد يكون هذا التعايش المؤمن بالوحدة مع الاختلفا من ركائز قوة الحزب الاشتراكي الموحد، حاضرا ومستقبلا. وللإشارة، فإن تيار محمد الساسي يعتبر في أرضيته أن التنسيق مع العدل والاحسان لا يمكن أن يشكل أفقا استراتيجيا، وهو ما تؤكده ورقة التيار الثاني مصطفى مفتاح وابراهيم ياسين إلا أنها لا ترى مبررا لمقاطعة كافة الحركات الاسلامية بل تجعل إمكانية التنسيق والتعامل مع بعضها أمرا ممكنا، وتشير من بينها إلى" الحركة من أجل الأمة" و"البديل الحضاري". فهل سيكون المؤتمر الثالث للحزب الاشتراكي الموحد وقفة تاريخية تحدد الأخطاء بكل شجاعة وتنتقد الرفاق والإخوة والأصدقاء والخصوم بكل جرأة وترسم الخط السياسي المرحلي بكل دقة، دون ترك الأمور لوقتها. حتى يكون المناضلات والمناضلون قد ساهموا بقسط في إرجاع الثقة في الانتماء والعمل السياسي.