مازال الحزب الاشتراكي الموحد لم يعثر على من سيخلف محمد مجاهد، الأمين العام الحالي للحزب، الذي تنتهي ولايته بانعقاد المؤتمر الثالث للحزب، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، بعد أن تعذر عقده في ماي الماضي، كما كان مقررا.نبيلة منيب ضمن المرشحين لقيادة الاشتراكي الموحد (خاص) وأفادت مصادر من الحزب أن أسماء عدة متداولة لخلافة مجاهد، وأن مناضلين اتصلوا بهؤلاء القياديين لتقديم ترشيحهم، لكنهم لم يبدوا بعد، رغبة في تحمل المسؤولية. ومن هذه الأسماء محمد الساسي، وأحمد السباعي، ومصطفى مفتاح، ونبيلة منيب، التي خلق مساندون لها مجموعة في الفيس بوك. وقلل المصدر من أهمية عدم بروز وجه، أو وجوه، مرشحة لقيادة الحزب، معتبرا أن الخط السياسي والتحضير الأدبي والتنظيمي هما الأمران الأهم. وتسارعت وتيرة أشغال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الثالث للحزب الاشتراكي الموحد بعد خفوت وتعثر في المراحل الأخيرة، وقدمت أربع مساهمات، عبارة عن أوراق، للنقاش في اجتماع للجنة التحضيرية، أول أمس الأحد، بالمقر المركزي للحزب، بالدارالبيضاء. وقال أحمد دابا، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني، إن أربع أوراق طرحت للنقاش، ورقة تحت عنوان "إعادة البناء من تحت"، لمحمد الساسي، و"مساهمة أولية في الأرضية السياسية"، لعلي بن الدين، و"من أجل مغرب الديمقراطية والحرية والعدالة"، وهي ورقة مشتركة بين أحمد دابا وعبد الرحيم تافنوت. وأشار دابا إلى أن "جوهر النقاش الدائر في أشغال اللجنة التحضيرية يدور حول أزمة المشروع الديمقراطي، وأزمة القوى الداعية والحاملة لهذا المشروع"، موضحا أن "هناك وجهتي نظر حول هذا الموضوع، طرف يرى أن الأزمة عادية، وآخر يعتبرها نوعية، وغير مسبوقة، وكشفت عنها انتخابات 2007، حين تخلى عن اليسار جزء مهم من جمهوره". وكشف دابا أن "هذه المساهمات والأوراق المقدمة للجنة التحضيرية لن تعكس، ولن ينتج عنها، بالضرورة، تيارات"، مشيرا إلى أن "كل الاحتمالات واردة، ويمكن أن تتبلور عنها أرضيات متجانسة، ويمكن أن ينتج عنها تيارات". ولم يخف دابا أجواء التوتر والتشنج في بعض جلسات اللجنة التحضيرية، وقال إن "لحظات التوتر، التي تشهدها اجتماعات اللجنة التحضيرية، تعكس قلق المناضلين وغيرتهم على الحزب"، موضحا أن "اللجنة التحضيرية عقدت حوالي عشر جلسات للنقاش، اعتبرها البعض تعثرا وضياعا للوقت، فيما نوه البعض الآخر بالجهد المبذول، واعتبر تلك الجلسات لحظات قيمة للتأمل، وللنقاش وتعميقه". وحول تأجيل عقد المؤتمر إلى موعد لاحق، قال دابا إن "المجلس الوطني المقرر عقده في 20 يونيو الجاري، سيؤكد تأجيل المؤتمر وسيقترح تاريخا جديدا لعقده"، موضحا أن "المؤتمر الوطني الثالث للحزب مؤتمر عادي من حيث دورية انعقاده، لكنه استثنائي من حيث الظرفية التي ينعقد فيها". وحول غياب بديل لمحمد مجاهد، الأمين العام للحزب، الذي انتهت ولايته، ولن تجدد، حسب قوانين الاشتراكي الموحد، قال دابا إن "الحزب لا يولي لمؤسسة الأمين العام أهمية خاصة، مادام أن دوره تنسيقي، ومؤسسة المكتب السياسي، ومؤسسة الأمين العام موضة مغربية، وقع التضخيم فيها"، متابعا أن "نقاش البديل للأمين العام الحالي سابق لأوانه، ويجب، أولا، توضيح الطريق والخط، والرؤية، وحينها تتضح باقي المعالم". ومن المتوقع أن تقدم اللجنة التحضيرية، ولجنة تشتغل على إعداد مسطرة المؤتمر، تتكون من سكرتارية المجلس الوطني، وأعضاء المكتب السياسي، مشاريع مقترحاتهما إلى المجلس الوطني، في 20 يونيو الجاري. يذكر أن الحزب الاشتراكي الموحد يضم في صفوفه ثلاثة تيارات، هي "فعل ديمقراطي"، و"الثورة الهادئة"، و"النضال الديمقراطي الجدري".