عرفت ساحة الأممالمتحدة بعمالة أنفا بالدارالبيضاء، حوالي الساعة الثامنة من مساء يوم الاربعاء29 نونبر 2011، حركة احتجاجية للعديد من المواطنين، من ركاب الحافلات، وقد تفجرت هذه الحركة الاحتجاجية عقب نفاد صبر هؤلاء المواطنين من طول الانتظار الذي يعانونه كل يوم جراء تجاهل المسؤولين عن النقل الحضري لمشاكلهم، وكذلك اللامبالاة التي يعانونها من قبل بعض سائقي الحافلات، الذين يعمدون إلى تجاوز محطة الوقوف رغم عدم امتلاء الحافلة بالركاب. وقد كان هذا الاحتجاج عفويا وغير منظم من قبل الركاب، وهو ما يدل على احتقان العديد من مستعملي النقل الحضري بالمدينة، وأن مشكل النقل بالدارالبيضاء قد بلغ ذروة تفاقمه. هذه الحركة الاحتجاجية تسببت في اختناق حركة السير والجولان بشارع باستور وشارع الجيش الملكي وشارع هوفيت بوانيي وشارع محمد الحنصالي لتمتد إلى شوارع أخرى كشارع بوردو وشارع أنفا، وخاصة أنها تزامنت مع ساعة الذروة، وتمثلت حركة الاحتجاج في اعتراض طريق الحافلات، للحيلولة دون مواصلة سيرها إلى مساراتها. وقد تدخلت السلطات المحلية ورجال أمن في حوار مع المحتجين لإقناعهم بإخلاء الطريق من أجل انسياب حركة السير والجولان، إلا أنهم رفضوا سماع أي كلام حتى تحل مشكلاتهم وتوفير حافلات لنقلهم لوجهاتهم، وبعد أخذ ورد واتصالات مع شركات النقل تم توفير الحافلات اللازمة لتجاوز هذه الحركة الاحتجاجية. كما أن تأخر عملية ركوب المواطنين خلقت حالة من الخوف لدى بعض الأسر التي تأخر أفرادها - وخاصة منهم العنصر النسوي- عن الحضور في الوقت المعتاد، وقد عاينا بعض المواطنين جاؤوا من أماكن بعيدة بعد قلقهم. كما عاينا مراوغة بعض السائقين في محاولة منهم عدم نقل المواطنين رغم فراغ الحافلة، وقد أجبرهم رجال الأمن و موظفو شركات النقل على نقل المواطنين، وقد عمد بعض سائقي الحافلات إلى إخفاء لوحة رقم الخط أو تجنب المواطنين عبر الانحياز إلى أقصى اليسار من الطريق ، مبررين ذلك بانتهاء عملهم، ومن الخطوط التي يعاني فيها الركاب هناك الخط 33، 43، 139،23، 11 وغيرها، وقد برر أحد عمال شركة النقل هذا التأخر بصعوبة حركة السير والجولان التي تعرفها الدارالبيضاء من جراء أشغال الترامواي، وهو ما يجعل الرحلة تستغرق ضعف الوقت المخصص لها.