« 19 لاعبا غادروا و17 انتدبوا، متى الحصول على أول انتصار» جوابا على هذه اللافتة التي رفعها الأنصار، انهزم فريق الجيش الملكي بعقر الدار أمام فريق المغرب التطواني، بقيادة المدرب عزيز العامري، الربان السابق لفريق الجيش الملكي والمستشار التقني الأسبق العربي كورة. الهزيمة كرست فريق الجيش الملكي كفريق لم يذق البثة أي انتصار، وبذلك لا أحد يجد تفسيرا لهذا العجز في جني ثلاث نقط، بالرغم من مرور تسع دورات من البطولة الاحترافية. الهزيمة أمام فريق المغرب التطواني، وإن كانت بقدم اللاعب عبد العظيم خدروف في الدقيقة الأربعين، فإن هناك من يرى بأن الحكم مصطفى عريش من البيضاء ومساعده الأول كانا أكبر الموقعين عليها، لأن الهدف كان من حالة تسلل أثارت الكثير من الاحتجاج، كما أن الحكم عريش كان مترددا كما هو حال المساعد الأول، الذي كان قراره فيه الكثير من التردد، وكان يمشي نحو وسط الميدان عوض الجري. التحكيم سيزيد وضع فريق الجيش الملكي تأزما عندما يطرد الحكم عريش اللاعب جنيد في الدقيقة السابعة والأربعين، بعد حصوله على الإنذار الثاني بحجة أنه حاول التحايل والتمويه للحصول على ضربة جزاء، في حين أنه تعرض للدفع من طرف أحد المدافعين. وبعيدا عن أداء التحكيم، فإن المباراة في نصفها الأول كانت رتيبة إلى حد كبير، حيث كان التوجس من الخصم مبالغا فيه، الشيء الذي أفقد اللاعبين المبادرة، وكدسهم في وسط الميدان والدفاع، وجعل بناء اللعب الجماعي شيئا مغيبا، حتم على اللاعبين الاعتماد على الكرات الطويلة التي لم تكن لتخلق أي تهديد للحارسين. الشوط الثاني عرف اندفاعا من فريق الجيش الملكي لأن المدرب فتحي جمال كان يعي جيدا أن التعادل سيبقى أقل الأضرار، وأن الهجوم هو أحسن حل لتجاوز التعثر، لكن التعثر دام إلى نهاية المباراة، لأن الفريق كان بدون روح، وبدون لاعبين قادرين على تجاوز الهزيمة، خاصة وأن الأجنحة كانت مكسرة، والوسط كان ثابتا، أما من يسجل فكان غائبا، ليبقى الفريق بكل مواقعه عاجزا عن فك شفرة المدافع فال، الذي دق الأوتاد في الدفاع وشطب كل الكرات، وساعده في ذلك تراجع وسط الميدان إلى الخلف ليصبح عدد المدافعين سبعة أو يزيد، وليكونوا أكثر عددا وعدة من مهاجمي فريق الجيش الملكي، الذي مني بهزيمة قاسية ستزيد الوضع داخل الفريق تأزما، هذا التأزم عبر عنه المدرب فتحي جمال بعدم حضور الندوة الصحفية، والتي ناب فيها عنه المساعد بودراع، الذي كان بعيدا عن التحليل المنطقي للمباراة واعتبر ذلك مرحلة انتقالية بالرغم من أن البطولة في دورتها التاسعة. «نحن الآن في مرحلة انتقالية ولازالت لنا الثقة في النفس، ولنا الأمل في تجاوزهذه المرحلة، خاصة وأن أمامنا 21 مباراة أخرى، ويكفي الحصول على انتصار واحد لتجاوز العائق النفسي». لكن مالم يوضحه بودراع هو كيف سيتم تحقيق أول فوز، وبأي أدوات؟ أما المدرب عزيز العامري، فلم يخف فرحته بانتصار فريقه على فريق الجيش الملكي، مع أنه أكد أن طموحه ليس كبيرا. «لقد كنت أتوقع بأن المباراة ستكون قوية نظرا للظروف التي يمر منها الجيش الملكي، الذي غير مجموعة كبيرة من لاعبيه، وكنت أتوقع أنه سيبحث عن أول انتصارعلى فريق كبير اسمه المغرب التطواني، لأن ذلك سيكون له دور في الخروج من الهزة النفسية التي يعاني منها الفريق، لكن هذا لم يمنعني من التفكير في تحقيق نتيجة الانتصار هنا بالرباط، لأنني لا أبحث أبدا عن التعادل، وبالرغم من النتائج التي يحققها فريق المغرب التطواني، فإنه ليس لنا طموح الفوز بالبطولة. وبخصوص التحكيم ، أعتبر بصفة عامة أن أخطاء الحكام لاتكون مقصودة، فكما يخطئ المسيرون والمدربون يخطئ الحكام وأنا أيضا عانيت من أخطاء بعض الحكام غير المقصودة».