في الحقيقة تضاءلت في السنوات الأخيرة العبارات العنصرية التي يتم رفعها في الملاعب الوطنية فيما بين الجماهير، وخاصة تلك التي يكون طرفا فيها فريق الرجاء البيضاوي. ففي السابق كان التحامل كبيرا على الجماهير الخضراء، أما الآن فيمكن أن نقول إن الاحترام يطبع علاقاتنا مع باقي الجماهير. وهذا يعود بالأساس إلى الاستراتيجية التي اعتمدناها في تعاملنا مع خصومنا، حيث قررنا أن نركز على فريقنا، وهذا بخلاف يعض الاولترات الأخرى، التي يشرف عليها بعض الأفراد الذين يريدون التميز بالتعبير عن الكره العميق للرجاء وكل ما يتصل به. لقد قررنا مع أنفسنا بأن نلتزم حدودنا. كما أننا سرنا في اتجاه خلق ائتلاف بين باقي الأولترات الوطنية، عبر تأسيس عصبة تنضوي تحت لوائها باقي الفصائل التشجيعية، ما عدا الوينرز الذين رفضوا الانضمام لأسباب نجهلها. لقد عقدنا مجموعة من الاجتماعات، وباتت الفكرة ناضجة، لأن الرهان أكبر وهو البحث عن الطرق الكفيلة لضمان تشجيع محترم داخل الملاعب، وأيضا الاتحاد ضد قانون الشغب، الذي يتضمن مجموعة من الثغرات التي ينبغي التصدي لها وتعديلها. إن الكراهية والعنصرية تتواجد بالملاعب حسب حجم المباريات وظروفها، لكنها تبقى محدودة وعابرة. وبكل صراحة فإن الميدان الوحيد الذي تنتفي فيه العنصرية- من وجهة نظرنا - هو ملعب سانية الرمل، حيث يظهر الجمهور التطواني غالبا روحا رياضية كبيرة بالإضافة إلى جماهير الحسيمة والجديدة، في حين تبدو بشكل متفاوت في الباقي الملاعب. وعموما فقد ورثنا مجموعة من العبارات العنصرية في التشجيع، وهي صفات دخلت إلى القاموس التشجيعي، فنحن جماهير الرجاء على سبيل المثال نوصف ب «الجراد» والوداد ب «بوحمرون» والمراكشيون ب «الحلايقية»...، هذه الأوصاف باتت تدخل في سياق المستملحات، التي لا تخرج عن السياق العادي، لكنها على العموم لا تتجاوز هذا الحد لتصل إلى مستوي الحقد أو الكراهية. بل أصبحت تعطي للفرجة نكهة خاصة وتأخذ اتجاه التحفيز والتحميس في قالب هزلي. ما أود أن أشير إليه هو أن هناك بعض المصطلحات العنصرية، التي قد تصل إلى حد التشكيك في الوطنية، كأن نسمي مثلا جماهير الشمال ب «أولاد سباليون» أو جماهير الدارالبيضاء «بأولاد السعودية». فهي عبارات تنتشر ببعض الملاعب الوطنية، وينبغي التصدي لها، لأنها قد تفتح المجال أمام أحداث عنف متبادل، وتؤدي إلى أحداث مأساوية. ونحن نبذل جهودنا من أجل التصدي لهذه التصرفات بالتفكير والمسؤولية، فحتى الأغاني التي نرددها في المباريات لم تعد تقوم على النعرات العصبية، بل أصبحنا ننبش في ذاكرة الفرق الوطنية بحثا عن النقط السوداء والتركيز عليها، وتفادي كل المصطلحات العنصرية. وحتى في حالة الاحتجاج على النتائج وتواضع اللاعبين، فإننا أصبحنا نتفادى كل العبارات الماسة بشخصية اللاعبين، أوالأوصاف العنصرية، فعلى سبيل المثال ورغم النتائج المتواضعة التي حصدها الفريق في بداية هذا الموسم وخاصة في عصبة أبطال إفريقيا، فقد اجتمعت كل الأولترات الرجاوية باللاعبين قبل مباراة الرجاء ضد الهلال السوداني، وهي المباراة التي كانت شكلية باعتبار أن الفريق أقصي من المنافسة على إحدى بطاقتي التأهل إلى نصف النهاية، ورفعنا من معنوياتهم وخاصة الللاعبين الجدد، وطلبنا منهم نسيان هذه النتائج والتركيز على المستقبل، وقد لاحظ الجميع أن بعد ذلك تحسن أداء الفريق، وتحرر اللاعبون من الضغط الذي فرض عليهم. وختاما أشير إلى أن الملاعب الوطنية تعج ببعض الأسماء القدحية، وخاصة تلك التي تطلق على بعض اللاعبين، غير أننا نحن داخل فريق الرجاء البيضاوي نرفض استعمالها، لدرجة أنها باتت عبارة، وكما يلاحظ الجميع فقد انتفت تلك الألقاب التي كانت تطلق على اللاعبين.