أربع سنوات في بوردو غيرت كل شيء في حياتي لم يعد يفصل المغرب عن الإحتراف الأوروبي إلا القليل شيء رائع أن ألعب لفريق كالوداد بتاريخه ومسيرته وجمهوره ليس بنفس مواصفات الدولي السينغالي والودادي الأسبق موسى انضاو الذي شكل إلى جانب ثلة من نجوم القلعة الحمراء خطا هجوميا مرعبا لدفاع الخصوم في وقت من الأوقات، كحسن ناضر ورشيد الداودي وبويبوص والمحمودي ويوسف فرتوت وغيرهم من الشياطين الحمر، الذين كانوا يلهبون حماس الجماهير الودادية وهم يوزعون عليهم نشوة الفوز وروعة الأهداف شهدا مقطرا لكنه، ولحدود الدورة الثالثة من البطولة الوطنية للقسم الأول، أبان عن مؤهلات عالية في هز الشباك، إذ أنه سجل أربعة أهداف فتح بها شهية التهديف في أفق إحراز الحذاء الذهبي للموسم الرياضي الجاري رفقة فريق ودادي يسير ويدبر ويلعب بطريقة إحترافية·· فمع ليسْ مويتيس إذا نسبر أغوار بداياته وطموحاته المستقبلية من خلال الحوالي التالي: المنتخب: بداية، هل يمكن أن تقرب نفسك أكثر من الجمهور الرياضي المغربي عامة على اعتبار أنك هداف البطولة لحد الدورة الثالثة، والجمهور الودادي يريد أن يعرف عن هدافه الجديد كل شيء؟ ليس مويتيس: دعني أولا أشكر جريدتكم الرياضية على هذه الإستضافة، أما بخصوص سؤالكم فإسمي الكامل هو ليسْ مويتيس، من مواليد رابع يوليوز 1985 بالكونغو، البلد الإفريقي الذي رأيت فيه النور وتعلمت به أبجديات اللعبة رفقة أصدقاء الحي، حيث كنا لا نكاد نتوقف عن الركض وراء الكرة حفاة أو منتعلين حتى نستعد لمباريات ودية صاخبة نسعى فيها للفوز بالحصص الكبيرة، وبما يرافق كل ذلك من شغب وشغف طفولي· وفي ظل تعلقي الكبير بكرة القدم، فكرت عائلتي بأن تلحقني بأحد النوادي الرياضية لصقل مواهبي، ومع نادي "دياب نورا" الكونغولي وقعت أول رخصة في مساري الكروي، حيث إلتحقت بمدرسة النادي وأنا دون الخامسة عشرة من عمري، وتدرجت في كل فئاته إلى أن لعبت لفريقه الأول موسما واحدا لأنتقل بعدها إلى أوروبا وتحديدا إلى مركز تكوين نادي بوردو الفرنسي سنة 2001· المنتخب: هل أثر هذا الإنتقال على نفسيتك ومسارك الكروي بعد تكوين فطري وممارسة هاوية؟ ليس مويتيس: إنتقالي إلى مركز تكوين نادي بوردو كان صراحة بمثابة قفزة نوعية كبيرة نقلتني من عالم الهواية إلى عالم الإحتراف وما يتطلبه من انضباط وجدية داخل وخارج الميدان، وبالرغم مما كنت أتمتع به من تقنيات ومهارات فردية وجماعية إكتشفت أنني لم أكن أوظفها التوظيف الأحسن والأمثل، كما كنت إلى حد ما أنانيا على مشارف منطقة العمليات، وخلال الأربع سنوات التي قضيتها داخل نادي بوردو تعلمت الشيء الكثير بالرغم من أنني ما زلت في بداية مشواري الكروي، وكان للموسمين الكرويين اللذين قضيتهما رفقة فريق إف سي ليبورن الفرنسي المنتمي لبطولة القسم الثاني الأثر الكبير في توظيف كل ما أخذته داخل مركز نادي بوردو، وأنا أفضل نفسي كلاعب أساسي ومهاجم محوري يخوض منافسات قوية وحقيقية لا تقل قيمة وندية عن منافسات فرق الدرجة الأولى· المنتخب: ومن بطولة إحترافية ها أنت تعود مرة أخرى إلى بطولة هاوية·· ليس مويتيس: (مقاطعا) أبدا فشتان ما بين البطولة الكونغولية والبطولة المغربية لدرجة استحالة أو تعذر المقارنة مع وجود الفارق الشاسع، فالبطولة المغربية هي أقرب إلى الإحتراف ولا ينقصها شيء إلا القليل لتصبح بذات مستوى بطولات أوروبية· المنتخب: هل بإمكانك أن توضح أكثر بدل تعميم كلامك؟ ليس مويتيس: بكل تأكيد، لننطلق من فريق الوداد اليبضاوي الذي أنتمي إليه وأدافع عن ألوانه، فهو ناد يسير ويدبر بطريقة إحترافية، سواء على مستوى إدارته التقنية التي يشرف عليها الدولي السابق وصاحب الكرة الذهبية الإفريقية بادو الزاكي بمعية مساعده رشيد الداودي الدولي الأسبق، وبقية أفراد الطاقم التقني والطبي الذي يحترم التخصصات، ثم هناك مكتب مسير يعمل على توفير وتهييء كل ظروف العمل والإشتغال من بنيات تحتية وتجهيزات رياضية تحفز على بذل المزيد من الجد والإجتهاد ليكون اللاعب في مستوى الطموحات والرهانات المعقودة عليه· وأظن بأنه لو لم تكن هذه الأجواء الإحترافية داخل فريق الوداد البيضاوي لما إستطعت شخصيا التأقلم بهذه السرعة· المنتخب: ألا ترى بأنك تهربت من السؤال وأنت تتحدث عن الوداد بدل البطولة الوطنية؟ ليس مويتيس: أبدا، ففريق الوداد واحد من الأندية المغربية الكثيرة التي قطعت أشواطا كبيرة على درب الإحتراف، ثم صحيح بأن كرة القدم المغربية بصفة عامة لم تبلغ بعد درجة الإحتراف بالشكل الأوروبي، إذ أن هناك بعض النقص في الملاعب وإدارة المباريات من طرف بعض الحكام الذين لا تتوفر فيهم الشجاعة الكافية للإعلان عن ضربات الجزاء أو الأخطاء الواضحة التي ترتكب ضد المهاجمين داخل أو على مشارف منطقة العمليات خوفا من احتجاجات الفريق الخصم على حساب قوانين اللعبة التي هي فوق الجميع· المنتخب: وهل تعرضت لمثل هذه التعسفات؟ ليس مويتيس: هي في الحقيقة ليست تعسفات مقصودة من طرف الحكم تجاه المهاجمين، وإنما هي ناتجة عن عدم مسايرة ومواكبة التحكيم لباقي المجالات الأخرى التي عرفت قفزة نوعية كبيرة، فمنذ وصولي إلى المغرب وإجرائي لمجموعة من المباريات الودية الإعدادية أو الرسمية تعرضت في الكثير من الأحيان لبعض التدخلات القوية والخشنة للحد من تحركاتي دون أن ينال صاحب التدخل العنيف أي إنذار غير الإعلان عن ضربة الخطأ ، ومعلوم أن اللاعب المحترف يكسب لقمة عيشه من ممارسته للكرة وفضلا عن وجوب جماعيته ، يجب أن يردع كل من يحاول أن يخنق الفرجة، ويصادر المتعة الجماهيرية، ولا مكان اليوم للخشونة المتعمدة في ظل القوانين الجديدة التي يعرفها مجال التحكيم· المنتخب: ومع كل هذا، فقد إستطعت التأقلم السريع مع أجواء بطولتنا الوطنية وتتصدر اليوم سبورة الهدافين بأربعة أهداف من أصل ثلاث مباريات· ليس مويتيس: هذا يزكي كلامي السابق بأن البطولة المغربية أقرب إلى الإحتراف وإلى الأجواء التي عشتها هناك بفرنسا، كما يجب بألا يفهم من كلامي أنني أنتقد التحكيم المغربي، بل بالعكس فأنا باختصار شديد حاولت أن أقارن إحترافية الكرة المغربية بنظيرتها الأوروبية التي قطعت بطبيعة الحال أشواطا بعيدة في هذا المجال وعلى مختلف الأصعدة· بالرغم من الصيت الذائع لفريق الوداد البيضاوي لم أكن أتوقع هذه السرعة في التأقلم مع الأجواء العامة للفريق، فبصراحة وجدت عائلة ثانية كبيرة جدا استقبلتني بحرارة، فأحسست معها بالدفء الأسري سواء خارج الملعب وأنا أتلقى الترحاب والتهاني من الجماهير الودادية التي أبهرتني بتشجيعاتها وتعلقها بفريقها الأحمر، أو داخل المستطيل الأخضر وسط ترسانة هائلة من اللاعبين المتميزين الذين يضعون مصلحة الفريق فوق كل اعتبار، وهنا تتجلى الإحترافية في أجل صورها· المنتخب: هل هذا يعني بأنك لن تتنازل عن زعامة هدافي البطولة الوطنية؟ ليس مويتيس: قبل أن أجيب عن هذا السؤال فليعلم الجميع خصوصا الجمهور الودادي، أنني أدخل كل مباراة برغبة الفوز وربح ثلاث نقط، ولا يهمني من سيسجل الهدف أو الأهداف بقدر ما أتحمس للمساهمة في تحقيق نتيجة إيجابية، لذلك فأنا أهاجم وأدافع وأتحرك يمينا وشمالا، وطبعا حسب تعليمات السيد الزاكي بادولأعطي الإضافة المطلوبة دون أن أكون أنانيا، ولكن عندما تتاح لي الفرصة لهز الشباك فلن أتردد أبدا، ولو تكرر ذلك أكثر من ست مرات في المباراة الواحدة، فأنا أولا وأخيرا مهاجم وقناص أهداف، ولو تم إمدادي بأكبر عدد من الكرات السانحة للتسجيل لما تنازلت عن لقب هداف البطولة المغربية، بل سيكون لي الشرف وأنا ألعب بألوان الوداد وبالتالي أتمكن من تسجيل إسمي ضمن قائمة هدافي البطولة الوطنية كما فعل قبلي موسى انداو الذي وجدت إسمه يتردد على لسان كل الوداديين· المنتخب: في نظرك، ما هي الفرق التي يمكن أن تنافسكم على لقب البطولة؟ ليس مويتيس: بصراحة ليس لدي إلمام كبير بالفرق الوطنية غير أسمائها، لكن الأكيد أن هذا الموسم سيكون قويا نظرا للتعزيزات التي عرفتها معظم الأندية الوطنية، ونحن كفريق الوداد البيضاوي بالإمكانيات البشرية واللوجستيكية التي نتوفر عليها، لن نتنازل عن حقنا المشروع في الظفر بلقب البطولة وحصد المزيد من الألقاب الأخرى· المنتخب: ما هي ملاحظاتك بخصوص نقط قوة الفريق وضعفه؟ ليس مويتيس: (ضاحكا) ليس لدينا لحد الساعة أي نقط ضعف، في حين أن نقط القوة كثيرة ومتعددة، بداية من المكتب المسير الذي يهيء لنا كل الظروف المواتية مرورا بالإدارة التقنية والترسانة البشرية الهائلة من اللاعبين الموهوبين على مستوى كل الخطوط· فكما لاحظ الجميع فالسيد بادو الزاكي واثق من كفاءة ونجاعة لاعبيه، لذلك فهو لا يخشى الهجوم واللعب المفتوح، أي أنه لا يوصينا بالتقوقع في الدفاع، لذلك فخطنا الأمامي سجل لحد الدورة الثالثة الأخيرة ثمانية أهداف، صحيح أنه دخلت مرمانا خمسة أهداف لكنها لم تؤثر فينا ونحن نعود في المباراة بدون أي مركب نقص، وهذا أمر لا يتأتى للجميع، إذ أنه يدخل في صميم إحترافية اللاعب الذي يؤمن بإمكانياته، وأن كل مباراة تلعب في زمنها القانوني المحدد في تسعين دقيقة، ثم هناك معطى آخر جدير بالأهمية وغير متوفر لدى العديد من الفرق، وهو الجمهور الكبير الذي يؤازر فريقه أينما حل وارتحل، وقد تابعت بعض اللقاءات المسجلة للفريق، فما أثار إنتباهي هي تلك اللوحات الفنية والأهازيج الشعبية والإحتفالية التي تعيشها المدرجات، خصوصا مدرجات مركب محمد الخامس· المنتخب: وأي مقارنة بين الجماهير الودادية والجماهير الفرنسية؟ ليس مويتيس: بكل صراحة وبدون أي مجاملة كنت معجبا بجماهير أولمبيك مارسيليا ونانط وسانت ايتيان وطريقة تشجيعهم وتحفيزهم لفرقهم، لكنني عندما قدمت إلى الوداد وعاينت عبر الأشرطة المسجلة حجم الجماهير الودادية وطرق تشجيعها وقفت مشدوها أمام التنسيق والتنظيم المحكم خلال رسم لوحات فنية تحمل رسوم وشعارات تغطي تقريبا كل المدرجات ويكفي أن أذكر بحجم الجماهير الودادية الغفيرة التي كانت تستقبلنا نهاية الأسبوع الأخير عند كل محطة الأداء بالطريق السيار ونحن عائدون من المباراة القوية التي جمعتنا بفريق المغرب الفاسي، لدرجة أنني تمنيت لو تمت إعادة نفس المباراة في تلك اللحظة لما عدنا بأقل من نقط الفوز· المنتخب: هل هي رسالة منك إلى جميع الجماهير الودادية لكي ترافقكم في جميع رحلاتكم خارج الدار البيضاء؟ ليس مويتيس: لا أظن بأن الجمهور الودادي في حاجة إلى من يعمق تعلقه بالفريق، أو أن ملاحظاتي عبارة عن رميه بالورود طلبا لوده، فجمهور بهذا الحجم وبهذا العشق الجنوني هو ناتج عن حل دفين وتراكمات مجموعة من السنين امتدت فيها أواصر العشق الأحمر بين كل مكونات الفريق أبا عن جد، فأعتبر نفسي محظوظا في الإنتماء لهذا الهرم الكروي، وسأكون في غاية السعادة وأنا أساهم خلال مدة عقدي مع الفريق في إدخال الفرحة والبهجة إلى بيوت وقلوب كل الوداديين وبالتالي المساهمة في إحراز ألقاب جديدة تنضاف إلى السجل الذهبي للفريق· المنتخب: أظن بأنهم تحدثوا لك عن الديربي البيضاوي الذي يجمع عادة بين الوداد والرجاء ، كيف تتوقع نتيجة هذه المباراة؟ ليس مويتيس: جميع ديربيات العالم متشابهة وتمتاز بالندية القوية، ولن يخرج هذا الديربي عن سابقيه، أما المباراة ضد فريق الرجاء فشخصيا لا أفكر فيها حاليا، ولا أظن أن أي لاعب ودادي يفكر فيها بقدر ما ينصب اهتمامنا على المباراة المقبلة، فسواء زملائى اللاعبين أو الطاقم التقني يدبرون مباراة بمباراة، ولن تخرج مباراة الرجاء عن باقي هذه المباريات التي لا نقلل فيها من قيمة خصومنا مهما كانت مرتبتهم في سبورة الترتيب، فنحن نلعب من أجل الفوز وهو هدف مشترك بين كل الأندية، لكن لربح ثلاث نقط المباراة· المنتخب: كلمة أخيرة ليس مويتيس: أشكر مرة أخرى جريدتكم الرياضية، كما أتقدم بالشكر الجزيل للجمهور الودادي العريض على تشجيعاته لنا، وأعده بمواصلة تحقيق النتائج الإيجابية في ظل هذه الأجواء الإحترافية التي تخيم على كل فعاليات الفريق الأحمر· بطاقة تقنية الإسم العائلي: ليس الإسم الشخصي: مويتيس الطول: 1.85م الوزن: 76كلغ تاريخ الإزدياد: 04/07/1985 بالكونغو برازافيل أول رخصة له: رفقة فريق دياب نوار الكونغولي سنة 2000 إلتحق بمركز تكوين نادي بوردو الفرنسي لمدة أربع سنوات· لعب لنادي إف سي ليبورن الفرنسي لمدة موسمين بالقسم الثاني إلتحق بفريق الوداد اليبضاوي مطلع الموسم الجاري سجل 4 أهداف من ثلاث مباريات·