بإمكاننا أنْ نقارنَ، وبإمكاننا أنْ لا نقارن. وإذا افترضنا أنَّ زينون هو أوّل راقص باليهْ في المغرب، على المستوى الدولي (ودون أنْ ننسى ذلك الشَّلح صاحب النظارات البيضاء، الذي كان أستاذَ الرقص بالمعهد البلدي للموسيقى والمسرح، بالدارالبيضاء، فإننا نصفه بكونه «نورييف» مغربيّا يحمل اسما عربيّا خرَجَ من طوْق العائلة المحافظة التقليدية ليرْتاد أُفُقا فنيا حداثيا لا عهْد للمغاربة به. فالرقص في المغرب كان، ولا يزال، هو الشّْطيح، هو الإغراء بالبطن والمؤخّرات، هو النهود المقلقلة. هناك «لَحْسابْ» ديال العيطة والزّْهوّ إلى آخر الصباح. سلام عليك يالماريشال قيبّو. سلام على شيخات واد زم، على راقصات الأطلس المتوسط المتحرّرات جنسيا. لحسن زينون. هو من الحيّ المحمدي وأنا من لّف. كلانا من عالم متخلّف. ولكن زينزن تحدّى العوائق العائلية، باستثناء الوالدة. وتجدّى المواضعات الاجتماعية ليقرر الانخراط في حداثة العصر. إنه الرقص، إنه الباليه لواحد من الدارالبيضاء اسمه لحسن زينون. ودون أنْ أدّعي، فقد شاهدتث عروضا كثيرة للباليه بمسرح محمد الخامس بالرباط، ابتداء من عرض فرقة «البولتشويْ» الروسية قبل انهيار الاتحاد السوفياتي، إلى عروض ألمانية وفرنسية، وكان آخر عرض باليه في المسرح لفرقة فرنسية من مدينة «ليون» جسّدتْ لوحات الرسام الروسي الشهير كاندينسكي. وقد استقبلني مديرها بحضور الممثل والمخرج عبد الكبير الشداّتي. زينون: أيّها الجميل في لباسك، في هيْأتك الرشيقة، في ابتسامتك، في إنسانيتك، في ثقافتك. دَع القص يسري في عروقنا، لقد تعرّضتَ للقمع، وآنَ الأوان لتنشر الرقص بين المغاربة.