هناك من وكلاء اللاعبين من يعتبر كلمة «سمسار» تسمية قدحية، لأنها تثير الكثير من الضبابية على حرفتهم، ولاتفرق بينهم وبين سماسرة العقارات أو أشياء أخرى. لكن الملاحظ هو أنه لافرق بين وكيل اللاعبين و«السمسار» فكلاهما «يزوق» سلعته بهدف الربح، ولاشيء غير الربح. وهناك من «يبيع القرد ويضحك على من اشتراه شماتة». هناك سماسرة للاعبين تراهم في كل مكان، وداخل كل الملاعب يجمعون المعلومات عن هذا اللاعب أو ذاك المدرب، كما تراهم يلتقطون كل أخبار الأندية خاصة مايثير المشاكل، لأن بعض سماسرة اللاعبين لايبتهجون إلا عندما تكثر حالات النفور والطلاق بين مدرب وناد، و بين لاعب وناد، لأن ذلك يوفر لهم الكثير من فرص الشغل. هناك من السماسرة من يكون مصدر المشاكل للأندية فتراه ينشر كل أسباب تفجير العلاقات بين المدرب واللاعب، وبين المدرب والمكتب المسير. هذا السلوك الذي فيه الكثير من الخبث، يهدد الكثير من الأندية في استقرارها. وإذا كان الاحتراف قد نظم شيئا ما طريقة انتقال اللاعبين، وحدد نماذج للعقود حماية للأندية واللاعبين، إلا أن هناك من السماسرة من لازال يجد لرجله موطئا في الملاعب. هناك أجانب يتابعون جل مباريات البطولة الوطنية ليس بحثا عن الفرجة، لأن الكثير من ملاعبنا غابت عنها الفرجة. والغريب أن هؤلاء الأجانب تراهم يهتمون بكل اللاعبين، وبعد أن يجدوا ضالتهم يبدأ التربص، والإغراء والمناورة، فتصبح الأندية الأوروبية سهلة المنال، وتصبح الدولارات تملأ الحسابات، لكن بعد ذلك تظهر الحقيقة ويكتشف اللاعب المغربي، خاصة الذي تنقصه التجربة أنه سقط في بئر بلا قرار، وأن السمسار أكل الكعكة كلها، وأن ماتبقى له فتات ليس إلا، وإذا لم يقبل به عليه أن يستعد ليدافع عن نفسة أمام المحاكم، وقد عشنا مشاكل الكثير من اللاعبين المغاربة بالخليج وتونس. كما أن الأندية المغربية عانت الكثير من السماسرة، الذين يشتغلون من دون ترخيص من الفيفا، ومنهم من باع فريقا بالجملة وترك المدرب حائرا في أمره. يوم صعق سمسار المدرب عجام كما في الانتخابات غداة تشكيل مكاتب الجماعات، أصبح لاعبو كرة القدم يختفون، فمع انتهاء عقودهم يغيبون عن الأنظار، يغلقون هواتفهم ويصبحون خارج التغطية، وبذلك تغيب أخبارهم ولايعودون للظهور إلا بعد أن يكونوا قد لبسوا لون ناد جديد. لقد مر من هذه التجربة المريرة المدرب المحترف سمير عجام، المدرب السابق لفريق الجمعية السلاوية، والذي عمل إلى جانب المدرب الفرنسي فيليب تروسي بالعديد من الفرق و المنتخبات، حيث وجد صباح ذات يوم أنه قد فقد خمسة لاعبين، والسبب هو تهريبهم من طرف سمسار. هذا الهروب الكبير أثر سلبيا على برنامج المدرب عجام، بل أربك كل حساباته الشيء الذي جعله يستشيط غضبا ويطلب تدخل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم لإنقاذ الكرة المغربية من عبث السماسرة. عجام كان طالب الجامعة الملكية المغربية بجعل كل لاعبي كرة القدم بالمغرب على دراية بالقانون وبالعقود حتى لايقعوا في فخ «النصابة والمحتالين». الركراكي يرجع إخفاق المنتخب للسماسرة عندما أخفق الفريق الوطني المغربي في تحقيق نتائج إيجابية، خرج اللاعب الدولي السابق وليد الركراكي عن صمته وحمل مسؤولية الاخفاق للسماسرة، لأنهم شوشوا كثيرا على اللاعبين، وأفقدوهم ذلك التركيز المطلوب في المباريات الحاسمة، خاصة وأن البعض من اللاعبين كان يبحث عن فريق جديد. «لقد كان الوكلاء يتربصون باللاعبين بشكل فج، لأنهم لم يكونوا يفكرون إلا في مصلحتهم، وقد شكلوا لوبيات قوية. يجب إبعادهم لأنهم أساءوا إلى الكرة المغربية، يضاف إلى هذا أن بعض السماسرة كونوا لوبيات ضغط على المدربين، وفرضوا أسماء معينة على الفرق، ودخلوا في مساومات رخيصة». الفيفا ومأسسة تنقلات اللاعبين. منذ سنة 2001 ورغبة من الفيفا في تنظيم عمليات انتقال اللاعبين وفق ضوابط قانونية حماية للأندية، واللاعبين أيضا، أعطت للجامعات والاتحادات المحلية الصلاحية لإصدار ومنح تراخيص وكلاء اللاعبين، والفيفا تسن هذا القانون تكون قد حمت نفسها من التدخل في مشاكل انتقالات اللاعبين. حسب آخر الإحصائيات فإن وكلاء اللاعبين في العالم بلغ عددهم حوالي 9000 وكيل، موزعين على 134 بلدا. وفيما يخص العالم العربي، فإن السعودية تأتي في المرتبة الأولى ب 186 وكيلا، مصر 31، الجزائر 28، تونس 24، المغرب 22 و8 في كل من لبنان والأردن،7 في كل من ليبيا وقطر والكويت و2 في كل من البحرين والسودان والإمارات، واحد في كل من سوريا والعراق. الجامعة وعدم احترام التنافي كباقي جامعات العالم، تنظم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم اختبارا يكون مفتوحا في وجه الأشخاص الذاتيين فقط. الجامعة ترفض ترشيح الشركات والاندية والأشخاص ،الذين يمارسون مهمة داخل الفيفا أو الاتحادات القارية والجامعات المحلية أو أي ناد أو هيئة على صلة بالمؤسسات المذكورة. لكن هل تحترم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم هذه الشروط؟ السؤال يجيب عنه وَضْعُ العديد من وكلاء اللاعبين المغاربة، والذين لهم مهام أخرى صحفية، أو داخل الأندية. كما أن الكل مازال يتذكر فضيحة تسريب 15 سؤالا خلال اختبارات 2009، وكانت مطروحة من طرف الفيفا من أصل 20، خمسة منهم موضوعة من طرف الجامعة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن الاختبارات كانت تأخرت بساعة، وهي التي حضر بعدها الصحفي وآخر ونجح كلاهما. هنا لابد من طرح السؤال لماذا لم تقم الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بسحب التراخيص، التي يوجد فيها التنافي. وكلاء اللاعبين بالمغرب يؤسسون اتحادهم إذا كانت مأسسة وكلاء اللاعبين قد انطلقت في العالم سنة 2001، فإن المغرب لم يعرف هذه التجربة إلا في سنة 2010، أي بعد مرور تسع سنوات. هذا يعني أن كرة القدم المغربية كانت تعيش الفوضى من حيث انتقالات اللاعبين، وقد عاش الكل العديد من المشاكل، فكانت هناك احتجاجات الأندية على انتقال لاعب محسوب عليها، كما دخلت بعض القضايا المحاكم. ومنذ تأسيس اتحاد وكلاء اللاعبين المغاربة، طالب كريم بلق، رئيس اتحاد وكلاء اللاعبين المغاربة، بعدم الزج بالوكلاء في أشياء بعيدة عنهم، كما طالب بضرورة التفريق بين وكلاء اللاعبين المعتمدين من طرف الفيفا والسماسرة، الذين يسيؤون إلى مهنة وكيل اللاعب. بلق كان قد أعلن غداة تأسيس هذا الاتحاد بأن الإطار يحدد واجبات وحقوق الوكيل.