لاشك أن السنوات الأخيرة أكدت تراجع أداء اللاعبين الأجانب وبالتحديد الأفارقة في بطولتنا الوطنية وكان التواضع السمة التي ميزت عطاءاتهم، لكن هذا الموسم شكل الاستثناء حيث أصبح المتتبع للدوري المحلي تسترعي اهتمامه الصورة الطيبة التي بات يرسمها عدد من الأجانب والإضافة التي يقدمونها في مختلف الأندية التي يمارسون بها، يجمعون بين الحضور البدني والأداء التقني المتميز بيد أن البعض منهم شكل لغزا كبيرا بالنسبة للجماهير المغربية بسبب الظهور الباهت وتفضيل ارتداء جلباب التواضع لدرجة تساءل عدد من المهتمين للشأن الكروي ببلادنا عن العين الخبيرة التي تختار هؤلاء اللاعبين أهو المدير التقني أو المدرب أم أصبح الأمر في يد بعض السماسرة الذين جعلوا المستطيلات الخضراء مرتعا لصفقاتهم الفاسدة والفاشلة. كلنا يتذكر صولات وجولات اللفيف الافريقي المكون من السينغالي موسى انداو وما حققه من إنجازات رفقة الوداد البيضاوي، وكمارا مع أولمبيك خريبكة هداف موسم 2005 2006 وكذا العرض المشرف الذي قدمه الكاميروني بييركوكو الموسم الماضي مع المغرب التطواني وما فعله بالشباك مع بداية البطولة حيث غادرها في الدورة العاشرة الى الدوري الليبي تاركا وراءه ثمانية أهداف حيث ظل هذا الرقم صامدا لأكثر من ثلاثة أشهر قبل أن يحطمه هداف الجيش الملكي مصطفى العلاوي. أجانب تألقوا: يبدو أن أجانب بعض الأندية الوطنية وقعوا على انطلاقة قوية وأكدوا أيضا استعدادهم للعودة الى الأضواء حيث كانت أهدافهم حاسمة، كسبوا من خلالها حب الجمهور الذي أصبح يهتف بأسمائهم في الملاعب أبرزهم الكونغولي ليس مويتيس مهاجم فريق الوداد البيضاوي هداف البطولة حاليا بأربعة أهداف إلى جانب لاعب الدفاع الحسني الجديدي لاطير نداي الذي يتميز بضرباته الرأسية كاختصاص وحسن التموقع، يعول عليه كثيرا المدرب جمال السلامي في البطولة والعصبة الإفريقية، دون أن ننسى الإيفواري جيرارد كوهو نجم حسنية أكادير بامتياز إضافة الى النيجيري يوسوفو الذي شكل نقطة ضوء رفقة زميله الكاميروني دانييل داخل صفوف الفتح الرباطي، وما الهدف الذي سجله دانييل في شباك غزالة سوس الدورة الماضية مانحا بذلك أول فوز للفريق الرباطي لأكبر دليل على تألقه. ومن جهته فقد أبان السينغالي جيم نغوم مهاجم الرجاء البيضاوي إلى جانب مواطنه سيرديا على إمكانيات جيدة حيث كان الأول وراء الهدف في مرمى الجيش برسم أولى دورات البطولة بينما الثاني أنقذ النسور الخضر من هزيمة بالدارالبيضاء عندما هز شباك وفاق سطيف الجزائري موقعا التعادل لصالح فريقه لحساب ذهاب دوري شمال إفريقيا للأندية البطلة، وقد أصبح خوصي روما يراهن عليه لتقديم الإضافة في خط وسط ميدان الفريق الذي يحتاج إلى لاعبين من طينته في عصبة الأبطال الإفريقية. أما اللمسة البرازيلية فكانت حاضرة بالكوكب المراكشي من خلال إسمين من بلاد الصامبا لويس جيفر سون صاحب التقنيات العالية والخطورة في مربع العمليات، بصم مع انطلاق بطولة هذا الموسم على بداية موفقة حيث سجل لفريقه أربعة أهداف وإلى جانبه يحضر مواطنه كليسون الذي تلاعب بالجيش في آخر لقاء من الجولة الثالثة بعد هزمه للحارس العسكري أمام أولمبيك آسفي ومع هذين الإسمين يتواجد الإيفواري لانسيني كوني الذي بفضل هدفه تحقق الفوز الأول خارج الميدان لفارس النخيل أمام أولمبيك اسفي لحساب الدورة الثانية دون أن ننسى البرازيلي الآخر في صفوف فريق جمعية سلا داسيلفا الذي أحرز الفوز لفريقه في الدارالبيضاء أمام الوداد البيضاوي. ولم يعرف التألق طريقه الى المهاجمين فقط بل نال المدافعون حقهم من هذا التوهج ويتعلق الأمر بمرتضى فال صخرة دفاع المغرب التطواني لتوفره على مقاسات بدنية محترمة ولا يرحم في منطقته شأنه شأن مدافع الوداد البيضاوي ممادو انداي الذي شكل صمام أمان الفريق الى جانب لاعب المغرب الفاسي دياكيطي الذي اعتبر بشهادة المتتبعين نقطة ضوء في دفاع الماص. لاعبون لبسوا جلباب التواضع: هناك جيش كبير من اللاعبين الأفارقة الذين تعاقدا مع الأندية الوطنية الموسم الجاري دون أن يقدموا ماكان منتظرا منهم، حضور باهت ومستوى ضعيف طبع أداءهم. وتجارب الأندية الفاشلة غنية في هذا الصدد أي تلك التي ارتبطت بهؤلاء اللاعبين عبر وسطاء وسماسرة همهم الوحيد البحث عن ملاذ لجمع المال فقط، فلا يختلف إثنان على فشل صفقات المالي أليوكانتي وزميله فرانك رفقة أولمبيك خريبكة والإيفواري إبراهيما واتارا مع الجمعية السلاوية والموريتاني موسى طراوري في صفوف النادي القنيطرة والإيفواري زالي وسط ميدان وداد فاس وغيرهم الكثير والكثير ممن يمارسون بالفرق الوطنية ما يطرح مجموعة من علامات استفهام حول كيفية اختيار اللاعبين الأجانب الذين يحترفون بالدوري المغربي؟ وماهي المعايير والمقاييس التي اعتمدتها الأندية في التوقيع لهؤلاء،؟ علما أن اللاعب الأجنبي مازال يشكل عقدة حقيقية لرؤساء الفرق حيث يتم التعاقد معه لمجرد أنه أجنبي دون مراعاة المؤهلات والإمكانيات البدنية والتقنية التي يتمتع بها، فطالما لاقت جملة من التجارب الفشل الذريع ورفعت صفقات الأجانب راية الفشل ولم تجن الأندية منهم إلا الخسارة المادية، لكن إذا بحثنا في الأسباب سنجد أن الوسط الرياضي المغربي امتلأ بالسماسر والوسطاء الذين يكبدون خزائن الفرق الوطنية خسائر فادحة من أجل انتفاعهم من وراء هذه الصفقات الفاسدة، والطامة الكبرى هؤلاء السماسرة يستغلون بعض المدربين في فرض لاعبين فاشلين مقابل عمولة في غياب الأسس والأساليب الحديثة والمعقلنة للاختيار لأن الشغل الشاغل هو المقابل المادي الذي سيحصل عليه الوسيط لكن هذا الأخير إسمه ووصفه سمسار فلا أحد يلومه على عمله بينما نجد الكارثة في تحويل بعض المدراء التقنيين الى وسطاء بالفعل فلا أحد يعلم على أي أساس يختارون اللاعبين وهذا ما انعكس سلبا على المستوى العام للبطولة الوطنية، وما يحز في النفس هو أن هذه الظاهرة انتقلت عدواها الى المنتخب الوطني وما حدث في الغابون لدليل قاطع على قوة وسلطة بعض السماسرة.