أسس مجموعة من سماسرة المغرب من بينهم فروع مجموعات دولية كبرى من أمريكا وبريطانيا وفرنسا اتحادا لتقنين مهنة «السمسار» في المغرب وذلك للمطالبة بإصدار قانون منظم لمهنة الوسيط العقاري بالمغرب، كما هو الحال بالنسبة للكثير من المهن الأخرى. رئيس للفيدرالية الجديدة كان قد صرح للصحافة (.. بأن هذه المهنة تعاني في المغرب من فوضى عارمة، بحيث يمكن لأي كان أن يمارسها، ابتداء من الجار وبواب العمارة وحارس السيارات والبقال، وصولا إلى المحامي والمصرفي والمهندس المعماري باختصار يمكن القول إن لدينا في المغرب 30 مليون سمسار). لكن هناك سماسرة من نوع خاص عندنا هنا في المغرب، سماسرة خدماتهم متعددة لا يقصدهم السيد رئيس الفيدرالية الجديدة بكلامه ولا يشملهم إحصاؤه الخاص الذي خلص فيه إلى أن جل المغاربة سماسرة وهو أمر نخالفه فيه الرأي لأسباب لن يتسع المجال لسردها هنا. في المغرب، هناك سماسرة من ذوي خدمات متعددة ومستعدون لتقديم خدمات تختلف طبيعتها بحسب المواسم. هناك سماسرة الانتخابات والذين طوروا أداءهم فأصبحوا يتحركون قبل الاستحقاقات بسنوات، فالتأريخ -عندهم- يكون كل ست سنوات فقط، ( دابا برلمان2007، دابا جماعات 2009، ودابا برلمان 2012). وهناك سماسرة الإدارات العمومية، خدماتهم تقدم طيلة السنة و لا ترتبط بموعد زمني، وهم أصناف، منهم سماسرة الوثائق الإدارية ومنهم سماسرة الوظائف وهناك سماسرة المواعيد وهناك سماسرة الترقيات، وهناك كذلك سماسرة المحاكم والسجون والمستشفيات وأخيرا هناك السوبير سمسار الذي يتكلف بجميع هذه السمسرات وهو من ذلك النوع الذي يقول عنه المغاربة بأنه ( راه واصل). فهل سيؤسس هؤلاء السماسرة اتحادا للدفاع عن تسمسيرتهم وتنظيمها لقطع الطريق على سماسرة جدد يبحثون عن المال حلاله وحرامه أينما كان، في صناديق الانتخابات ، صغارا وكبارا، في أبواب الإدارات والمحاكم والمستشفيات؟ شخصيا لا أظن وذلك لسبب بسيط وبسيط جدا وهو أن سمسرة هؤلاء لا يقدر على مزاولاتها إلا الحرايفية أي ( الواصل فعلا)، والمغاربة قليل منهم هم الذين يتوفر فيهم هذا الشرط، ولذلك فان السماسرة الهواة هم الذين يتساقطون بعد التسمسيرات الأولى أما كبار السماسرة والذين خبروا (المهنة) فلا يهمهم أن يتم التنصت عليهم في الهاتف، ولا أن يتم رصد تحركاتهم، ولا أن تقدم الشكايات بهم ، فهم يملكون من الحصانة مايجعلهم في منأى عن كل متربص، فهم يؤمنون بشعار ( اللي كال ووكل عمرو ما يحصل..). هي إذن شبكة (كول ووكل)،هم سماسرية الحلاوة، القهوة، التدويرة، الكميلة، الكرمومة ولأن الطلب على خدمات هؤلاء جد مرتفع لأسباب لن نخوض فيها الآن، فانها تجارة لن تبور...