أعلنت حركة النهضة الإسلامية في تونس، أنها فازت ب30 في المائة في مقاعد المجلس التأسيسي خلال الانتخابات التي شهدتها تونس أول أمس الأحد. وقال مدير الحملة الانتخابية للحركة عبد الحميد الجلاصى في لقاء صحفي مساء أمس بالعاصمة التونسية إن حزبه حصل على ما بين20 و30 في المائة من عدد المقاعد المخصصة للدوائر الانتخابية داخل تونس (199 مقعدا) و50 في المائة من المقاعد المخصصة للدوائر الانتخابية بالخارج (18 مقعدا). وأوضح أن هذه الأرقام توصلت إليها لجنة خاصة شكلتها الحركة لمراقبة الانتخابات، واعتمدت في ذلك على ما تضمنته محاضر الفرز التي أعدتها مكاتب الاقتراع، غير أنه شدد على أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات هي الجهة المخولة بالإعلان عن النتائج الرسمية. وكانت الهيئة قد أعلنت أنها ستعلن رسميا عن النتائج النهائية للانتخابات يوم أمس الثلاثاء مشيرة إلى تأخر بعض مراكز الاقتراع في الانتهاء من عمليات الفرز. كما أشار المسؤول الحزبي التونسي إلى أن حزبه حصل على المرتبة الأولى على مستوى الدوائر الانتخابية بالخارج. وقد أكدت هذه النتيجة الهيئة المستقلة للانتخابات حيث أعلنت مساء أمس أن النهضة أحرزت9 مقاعد في الدوائر الانتخابية بالخارج من بين18 مقعدا، مشيرة إلى أن حزب المؤتمر من أجل الجمهورية فاز ب4 مقاعد، فيما حصل حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات على3 مقاعد. أما المقعدان الباقيان فقد فازت بهما كل من قائمة (العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية) وقائمة (القطب الديمقراطي الحداثي). من جهة أخرى قال عبد الحميد الجلاصى إن حركة النهضة تريد أن «تطمئن الرأي العام والمستثمرين الاقتصاديين وأصحاب رؤوس الأموال والأسواق الخارجية وشركاء تونس الأجانب على مصير استثماراتهم في تونس «، مؤكدا أن مناخ الاستثمار في تونس «سيكون أفضل مستقبلا». وأضاف أن المجلس التأسيسي سوف يضم ما بين5 و6 كتل سياسية «بما يضمن الاستقرار في تركيبة المجلس (..) وفي إدارة البلاد لاحقا»، مشيرا إلى أن الحركة ستعمل على التوصل (مع باقي الأحزاب) إلى «توافقات وكتلة مستقرة «، وقال إن النهضة ستتحالف مع «كل القوى المستعدة لتجسيد تطلعات الشعب التونسي والوفية لأهداف الثورة والتي تقود إلى حكومة مستقرة» . على الجانب الآخر أقر أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي كانت ترشحه التوقعات باحتلال الرتبة الثانية بعد النهضة، ب « فشل « حزبه في الانتخابات، مشيرا إلى أنه لم يحقق طبقا للنتائج الأولية «النجاح الانتخابي المأمول» . وأضاف الشابي في لقاء صحفي مساء أول أمس أن الحزب « لن يكون جزء من الأغلبية وسيلعب دور المعارضة الديمقراطية سواء في صياغة الدستور الجديد أوفي تسيير البلاد» . من جهتها قالت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي إنه سيتم البحث في «الأسباب الكامنة وراء هذا الفشل وتحليلها لاستخلاص العبر». وفي سياق متصل تجمع مساء أمس أمام مقر المركز الإعلامي الذي تعقد به الهيئة المستقلة للانتخابات لقاءاتها الصحفية، وسط العاصمة التونسية، نحو100 شخص قدموا لا منتمين سياسيا, معبرين عن احتجاجهم عما وصفوه ب «التجاوزات والخروقات التي قامت بها حركة النهضة يوم الاقتراع في العديد من مكاتب التصويت «، مطالبين الهيئة بالتحقيق في هذه التجاوزات وتوضيح موقفها في هذا الشأن.