تشكل المياه الراكدة المنتشرة بفضاء غابة عين الشقف خطرا كامنا، لما تسببه في تكون بؤر الحشرات والبعوض الناقل لعدد من الأمراض، ومصدر أذى لمئات الرياضيين والمترددين على المكان، الذي يعد المتنفس الوحيد بعد الزحف الإسمنتي الذي أجهز على معظم المساحات الخضراء، التي كانت في وقت ليس بالبعيد تزخر بها مختلف الأحياء ومداخل المدينة، ناهيك عن فضاء ملعب الخيل، ملتقى الأبطال والميدان المحتضن لمئات المسابقات الرياضية والقبلة المفضلة للمواطنين لممارسة الرياضة صباحا، الذين حولوا الاتجاه نحو غابة عين الشقف قبل أن يطالها الإهمال وأصبحت تشكل خطرا على الأرواح والممتلكات ، دون اتخاذ تدابير وقائية وحلول لحماية أرواح الأطفال الأبرياء من خطورتها. وضعية كارثية دفعت بالمستشارة الجماعية ( ف . ب ) خلال الدورة الأخيرة لجماعة عين الشقف ، إلى مساءلة ممثل المديرية الإقليمية للمياه والغابات بفاس، الذي كان حاضرا وقتها لدراسة موضوع الصفقة المرتبطة ببيع بعض قطع أشجار الغابة، عن أسباب تقصير إدارته في معالجة هذه الإشكالية البيئية التي ندد بها الجميع، دون توصلها بإجابة شافية، حسب قولها، حيث اكتفى المسؤول بضرب موعد خلال سنة لإنهاء المشكل، مما زاد من قلق وتخوف الساكنة، واعتبروا الجواب استهزاء واستخفافا بالمواطنين، خاصة في مثل هذه القضايا ذات العلاقة بالصحة العامة والأرواح، التي تتطلب التدخل العاجل لحماية المواطنين من المخاطر المحدقة بهم، حيث الروائح الكريهة الصادرة عن البرك المائية وأغصان الأشجار وأكوام الرمال المنتشرة في كل مكان التي أفقدت الغابة خاصيتها، رغم حملات النظافة التي تقوم بها المديرية الإقليمية للمياه والغابات من حين إلى آخر داخل الغابة والتي كان آخرها الأسبوع الماضي، ولكن دون جدوى. مصادر طبية وصفت المستنقعات المائية الراكدة بالخزان الطبيعي لتوالد الحشرات وتكاثر أنواع البعوض المختلفة وزيادة أعدادها والمكان المناسب لانتشار الأمراض الوبائية والروائح الكريهة التي تسيء لصورة وجمال المواقع، مضيفة أن البعوض يشكل خطورة في نقل أمراض عديدة كالحمى الصفراء وحمى إجهاد المخ الملاريا، وانتشار البعوضة الناقلة وانتشار المصابين بالفيروس يساعد على زيادة انتشار المرض، موضحة، أن الملاريا تعتبر من الأمراض المعروفة التي تحدث بسبب لسعة بعوضة حاملة لمسبب المرض تسمى الانوفيلس، مشيرة كذلك إلى أن وبائية المرض تختلف باختلاف المناطق وذلك حسب نوع بعوضة الانوفيلس المتواجدة في كل منطقة، والتي تحتاج إلى وسط مائي لكي تستطيع إكمال دورة حياتها في شكل برك أو مياه المجاري، مشددة، على المديرية، التي تبقى مكتوفة الأيدي أمام هذه الوضعية، العمل على ردم والتخلص من المياه الراكدة سواء تعلق الأمر بمياه أمطار أو بمياه صرف صحي أو ناتجة عن فيضان الأودية كما هو الأمر بغابة عين الشقف، لما قد تشكله من مخاطر أقلها قد يكون أمراضا متعددة تصيب من يحوم أويمر بجانبها.