(بقلم مراد الخنشولي) في هذه الأيام الرمضانية الحارة التي تعيشها مدينة فاس وضواحيها، يضطر الأهالي، صغارا وكبارا، الى اقتصاد جهدهم اليومي بمراوغة قسوة الحر الصيفي، منطلقين في ما يشبه نزوحا جماعيا نحو الفضاءات الغابوية وموارد المياه الطبيعية بالمنطقة. وإذ تزخر منطقة سايس بفضاءات رطبة تنعم باعتدال المناخ، فإن كثيرا من أهل المدينة يفضلون التمتع بظلال الغابة الموجودة بضاحية عين الشقف التي تشكل خزانا ضخما للأوكسيجين بالنسبة للحاضرة الادريسية، ممتدة على ما يزيد عن 64 هكتارا. + عين الشقف.. وجهة مفضلة لساكنة تقصد الهدوء والخضرة + منذ الساعات الأولى للنهار، يبدأ توافد سكان المدينة والمراكز المجاورة اقتناصا لأفضل الأماكن الظليلة تحت الأشجار المتنوعة للكاليبتوس والسرو والخروب والصنوبر. وقد مكنت الأشغال الأخيرة لصيانة المسالك والتشجير وإعادة تأهيل وتهيئة الفضاء الغابوي الذي يستمد طراوته وخضرته من عين تنبع من هضبة سايس، من أن يشكل أحد أكثر الأماكن استقطابا للباحثين عن الظل والهدوء. وبين أولئك الذين يفضلون أخذ قسط من الراحة في امتدادات الطبيعة وأولئك الذين ينتهزون الشهر الفضيل لممارسة الرياضة في الهواء الطلق وآخرين يستمتعون بالاستحمام في الوديان والمسابح المجاورة، يبدو أن المكان يوفر لزواره مختلف الخيارات. + منابع إموزار كندر .. ملاذات منعشة في عز الصيف + على بعد أقل من 40 كلم من مدينة فاس، يوفر إموزار كندر بفضل مناخه الرطب المعتدل وجغرافيته الجبلية موقعا ملائما للهروب من قيظ فاس. وتقترح هذه المدينة المعلقة على ارتفاع يناهز 1500 متر، والتي يغلب عليها الطابع القروي لمناطق الأطلس المتوسط، منظرا ساحرا على المنخفضات الزراعية لسايس التي تزود المنطقة بما لذ وطاب من الفواكه الطرية طوال السنة. في هذه الأيام، تشد رحال أهل فاس الذين أرهقتهم مؤشرات المحرار القياسية الى هذه المدينة التي تزخر بجداولها وشلالاتها وعيونها. وتعد عين السلطان أهم عيون المدينة، فاتحة أحضانها للزائرين من المناطق المجاورة الذين يقبلون فيها على مياهها الطبيعية الغنية بالصوديوم، التي يتم تعليبها وتسويقها على الصعيد الوطني. وعلى بعد عشر دقائق بالسيارة، تستقطب قرية صغيرة تحمل اسم عين الشفا، هي الأخرى، عددا كبيرا من زوار المنطقة، الذين يطيب لهم أن يمضوا هناك يومهم أو قدرا منه. وتعرف حركة الطريق من ناحية الحاضرة الادريسية كثافة استثنائية ذهابا وإيابا طلبا للاستجمام قرب المسابح والشلالات الدافقة التي تنبع من الجبال المطلة على القرية. + عين فيتيل: واحة الهدوء والصفاء + مثل قطعة من الجنة تؤثثها المشاهد الطبيعية الخلابة والجداول الرقراقة والشلالات، تحافظ عين فيتيل على صيتها كمقصد يومي للصائمين من مختلف أنحاء المنطقة وحتى المدن البعيدة بحثا عن متنفس للهواء النقي والهدوء الصحي. وتعد عين فيتيل التي لا تبعد كثيرا عن مدينة افران، العاصمة الايكولوجية للبلاد، جزءا من المنتزه الوطني لافران الذي يغتني بعيونه وبحيراته وثروته الغابوية والحيوانية. وبفضل مياهه الدافقة والوفيرة على مدى جميع فصول السنة وثروته النباتية المتنوعة وسهولة الوصول اليها، باتت عين فيتيل الوجهة الأولى بامتياز لتزجية الساعات الطويلة للصيام واتقاء الحرارة الفصلية المفرطة. وللزائر أن ينتقل مشيا، في غضون بضع دقائق، الى منطقة مجاورة تحتضن شلالا معروفا باسم "روفيج" (الملجأ)، وتقصدها نخبة من الزوار المولعين بالتنزه في مدارات الغابة المخضرة. إنها مواقع طبيعية تسبغ على روادها نعم الخضرة والاعتدال المناخي ونقاوة الهواء، ولا تحتاج إلا الى حد أدنى من التجهيزات لتقوية جاذبيتها لدى مختلف الشرائح دون طمس طابعها الطبيعي.