ينطلق صيف مدينة المحمدية وسط أجواء مشحونة بتشكك المصطافين في جودة المياه على طول شواطئها، وترقب وارتباك على مستوى العديد من القطاعات الحيوية بها، بسبب الانتخابات التشريعية الجزئية المنتظر إجراؤها قبل الدخول المدرسي المقبل. خمسة شواطئ بعمالة المحمدية فتحت بشكل رسمي أبوابها في وجه المصطافين على اعتبار أنها صالحة للسباحة، ويحج إليها المصطافون من مدينة المحمدية والجوار بمعدل يومي يصل إلى 9000 مصطاف يوميا خلال الأيام العادية، وقد يتضاعف العدد خلال يومي السبت والأحد. ثلاثة من هذه الشواطئ توجد داخل مدينة الزهور، وهي شواطئ الرمال (1000 متر) والمركز (3000 متر) ومانيسمان (1200 متر)، واثنان بمنطقة عين حرودة وهما بالوما (2100 متر) وزناتة الكبرى (3140م). فيما بدأت عدة شواطئ تستقبل المصطافين بدون حراسة، رغم تحذيرات السلطات المحلية، كشاطئي مونيكا بلاج وجزء من شاطئ أولاد احميمون. تقارير الجهات المعنية تضمنت معطيات بلغت الحد الأدنى لجودة المياه في بعض الشواطئ المسموح بها، فيما رتبت تلك التقارير بعض الشواطئ في مستويات دنيا كشاطئ بانوما (حرف باء وحرف سين) وشاطئ زناتة (ثلاثة حروف باء)، وهي حروف تؤكد تلوث مياه الشاطئين، لكن عمالة المحمدية توصلت بتقرير بداية شهر يونيو، يسمح باستعمال كل شواطئ المحمدية. مدينة المحمدية، التي يتضاعف عدد سكانها كل صيف، تعيش صيفا بطعم الانتخابات المفاجئة التي بدأ يتجند لها روادها، مستغلين في النهار الوجهات الشاطئية، وفي الليل المقاهي والحدائق التي تعرف إقبالا كبيرا، فيما يظل الضيوف يعانون من انعدام فنادق وإقامات سياحية ومراكز الإيواء باستثناء ثلاثة فنادق صغيرة، ويعمد معظمهم إلى قضاء النهار وجزء من الليل داخل المدينة، والعودة إلى مدينة الدارالبيضاء أو إلى منازلهم من أجل المبيت، فيما يختار آخرون المكوث بالإقامات السكنية التي تزايدت بكثرة خلال السنوات الأخيرة. إشكالية السياحة بالمدينة كانت موضوع اليوم الدراسي الذي نظمته عمالة المحمدية مؤخرا، والذي خلص إلى ضرورة خلق لجنة إقليمية تضم مختلف المتدخلين في القطاع، من أجل وضع تصور شامل وواضح المعالم يضمن للمحمدية أن تحتل الموقع السياحي الذي يناسب مؤهلاتها. القرار جاء على لسان عبد السلام زكار، عامل عمالة المحمدية، الذي تطرق في كلمة افتتاحية له بالمناسبة إلى مؤهلات العمالة السياحية والصناعية والبيئية، مشيرا إلى الشواطئ الممتدة على طول أكثر من 15 كلم، والمساحات الغابوية بمنطقة الشلالات، والحوض المائي للوادي المالح والشلال وضواحي سد حصار، وساحة المدن المتوأمة والمنطقة الرطبة، والفضاءات الرياضية المتمثلة في الغولف الملكي وملاعب التنس والرياضات البحرية...