في سياق الرغبة في التخلص من «نقائص مزبلة مديونة» ، كما أكدت ذلك خلاصات اجتماع صبيحة الاثنين 19 شتنبر ، بإدارة المزبلة، والتي كانت قد دعت إلى « تفعيل حملة واسعة داخل فضاء المزبلة العمومية من أجل القضاء على الكلاب الضالة - إخلاء المطرح العمومي من قطعان الأبقار والأغنام الآتية من خارج المنطقة - تطويق مجمع النفايات بحراس الأمن الخاص بهدف التحكم في أرجائه ومنع الدخلاء من الولوج إليه القضاء على مختلف الظواهر السلبية التي ميزت مزبلة مديونة طيلة سنوات عديدة، سواء في عهد المجموعة الحضرية أو تجربة مجلس المدينة الفاشلة ، من انفلات أمني واضح واعتداءات جسدية على إيقاع استعمال السكاكين والمعاول مع إبقاء البوعارة وتجار التميخلة وأصحاب العربات المجرورة، الذين يلتزمون بالقوانين ويحافظون على السير العادي داخل المزبلة..»، عُقد اجتماع آخر، بإدارة المزبلة بتاريخ 30 شتنبر المنقضي، عدلت خلاله السلطات الإقليمية ومجلس المدينة من بعض الاتفاقيات السابقة ولجأت إلى لغة أخرى ، حسب بعض المعنيين بهذا الملف، تحمل بين كلماتها أن «من يتمرد على خلاصات الاجتماع الثاني، والذي ينص على إخلاء المزبلة من الأبقار والأغنام وغيرهم من بوعارة وتجار التميخلة، سيعرض نفسه للمساءلة القانونية»! هذا القرار أثار تساؤلات الفئات المعنية، حيث هب العديد منهم، فرادى وجماعات، إلى بوابة المطرح العمومي الرئيسية ،للقيام بوقفة احتجاجية ضد المسؤولين، الذين اعتبر المحتجون، أنهم «لم يراعوا أن المزبلة تشكل مورد رزق حقيقي لنا ولأسرنا، ومن شأن حرماننا من قوتنا اليومي، أن يشردنا ويزيد من تدهور الوضع الأمني وتكاثر حالات الإعتداءات والسرقات المعروفة بها المنطقة»! الجهات المسؤولة، من جهتها، أصرت على إخلاء المزبلة من الإنسان والحيوان معا، للتخلص، في نظرها، من العديد من المظاهر السلبية! وللتذكير فإن حوالي عشرة آلاف أسرة، تقتات من تجارة النفايات ولا تنتمي فقط إلى دواوير الهامش بمديونة والمجاطية ، بل تنتمي أيضا للمجال الحضري للدارالبيضاء كسيدي مومن والمسيرة وسباتة ومولاي رشيد... وقد تلقى العديد من رعاة الأبقار والأغنام و«البوعارة» وتجار التميخلة ، باستياء قرار السلطات، لأنه، على حد قولهم، «لايعقل أن تذمر المزبلة بيئتنا وتتلف آبارنا بمياهها السائلة وتصيب أطفالنا وكبارنا بأمراض مختلفة، من غير أن نستفيد منها ونتخذها كمورد رزق لنا»، «لقد تحملنا ، يضيف هؤلاء، أضرار المزبلة، لأننا كنا نشتغل فيها وتعفينا مذلة مد يدنا للآخرين ، ومن حقنا العمل بها والاستفادة منها، مادامت تحط الرحال بجنباتنا»! هذا وصرح لنا بعض رعاة البقر والأغنام والبوعارة و«تجار التميخلة»، أنهم يتطلعون لأن تتم مراعاة ظروفهم «الاجتماعية وفتح حوار جاد» معهم، «بعيدا عن لغة التهديد»، وذلك بالنظر لأوضاعهم المزرية.