تشكل حراسة المرمى عاملا مهما في التشكيلة الرسمية لأي فريق، نظرا للدور الحيوي للحارس في توجيه اللاعبين داخل رقعة الملعب. فموقع الحارس خلف اللاعبين يؤهله أكثر من أي عنصر في تحديد تموضعات اللاعبين وكشف الهفوات، مما يساعده على لعب دور المدرب المساعد وتوجيه زملائه أثناء المباريات. كما أن الأخطاء التي قد يرتكبها الحارس غالبا ما تكون مكلفة. ومن خلال تتبع بسيط للدوري الوطني يتضح معاناة فرق وطنية عديدة من تواضع حراس المرمى، الذين باتوا يتحملون جزءا مهما من المسؤولية في الهزائم، التي تلحق بفرقهم. المدير التقني لأولمبيك خريبكة، محمد اجاي، حدد مواصفات الحارس النموذجي في أن يكون شغوفا بحراسة المرمى منذ الصغر، وأن يكون مقتديا بالحراس الكبار على المستوى العالمي مع التوفر على بنية جسمانية مناسبة، بالاضافة إلى التدرج في التكوين في جميع الفئات العمرية، لأن لكل فئة برنامجا تكوينيا خاصا لأنه في سن محدد ينبغي أن يخضع الحارس إلى حصص تدريبية مضاعفة بالمقارنة مع باقي اللاعبين من أجل تطوير المؤهلات التقنية والبدنية والأخلاقية، تحت إشراف مدربين يتوفرون على الكفاءة المهنية، وخاصة التخصص في مجال تدريب حراس المرمى. وبخصوص تواضع بعض الحراس على مستوى الدوري الوطني في السنوات الأخيرة، قال محمد اجاي، إن عدم نجاح الحراس الحاليين في الاحتراف بالبطولات العالمية كان وراء عزوف الكثير من الطاقات الواعدة على اختيار موقع حراسة المرمى، بالاضافة إلى عدم توجه الحراس الكبار الذين عرفتهم البطولة الوطنية في السنوات الماضية كبادو الزاكي والطاهر الرعد وهشام الإدريسي ولعلو وعيني... إلى التدريب في مجال تخصصهم واختاروا تدريب الفرق عوض تصريف خبرتهم وكفاءتهم في خدمة تكوين حراس على درجة عالية من الكفاءة والمهنية، مما جعل جل الفرق تعتمد في تدريب حراسها على لاعبين سابقين مع إغفال تكوينهم تكوينا علميا وبيداغوجيا، بإمكانه المساعدة في خلق حراس من مستوى عال. وأضاف محمد اجاي بأن تتبع بعض الحراس الحاليين يبين افتقارهم إلى تقنيات التواصل مع مجموعة اللاعبين داخل رقعة الملعب، مما يجعل حراسا يتوفرون على تقنيات ومؤهلات محترمة لا ينجحون في تطوير قدراتهم، وبالتالي التألق لأنهم يفتقدون إلى ميزة أساسية ينبغي أن يتوفر عليها كل حارس، وهي النيابة عن المدرب في توجيه اللاعبين أثناء التباري من حيث التموضع، وخاصة على مستوى الدفاع، مما يقلص نسبة خطورة هجوم الفريق المنافس. كما أشار المدير التقني للفريق الفوسفاطي إلى الاستثناء الذي يشكله فريق المغرب الفاسي، بحكم العمل على مستوى مدرسة حراس المرمى، التي يديرها الحارس الكبير والمدرب المقتدر لكتامي، الذي ساهم بقسط كبير في توفير الحراس للمنتخبات الوطنية وفريق المغرب الفاسي وبعض الفرق الوطنية. وعن الوضعية بالفريق الفوسفاطي، قال بأنها ليست كارثية بل تتشابه مع جل الأندية، حيث أن مدرسة الفريق أنتجت حراسا في مستوى عال، كحمزة بودلال الذي لعب للفريق الوطني والفريق الأول، والآن فهو يمارس بالكوكب المراكشي، بالإضافة إلى المسار الموفق للحارس الشاب حمزة معتمد، الذي يوجد ضمن قائمة الفريق الوطني للشبان، مع العلم بأن الحارس الرسمي للفريق الأول والثاني بالمنتخب الوطني أحمد محمادينا، الذي أكمل تكوينه بخريبكة، تحت إشراف المدربين عمر ديالو وأحمد التبتي. ولتجاوز مرحلة التواضع قال محمد اجاي بأن الحل يكمن في العناية بالفئات الصغرى التي ينبغي أن تسند مهمة الإشراف عليها لمدربين يتوفرون على الكفاءة المهنية والتربوية مع وضع برنامج لتتبعهم في جميع مراحل التكوين، وتجنب إسناد تدريبهم إلى لاعبين قدامى لم يسبق لهم الممارسة كحراس مرمى.