يعتبر الحارس الدولي السابق مصطفى الشاذلي أكثر الحراس تتويجا على مستوي البطولة الوطنية، حامل الرقم القياسي في نظافة الشباك، حيث عجز المهاجمون عن هز شباكه أزيد 1300 دقيقة. عاش المجد في أبهى صوره مع فريق الرجاء البيضاوي، حيث قاده إلى الظفر ب 19 لقبا، منها ما هو محلي ومنها ما هو قاري، ومنها ما هو إقليمي. لم يكن في الكثير من هذه الألقاب مجرد فاعل عادي، بل ساهم بشكل كبير في حصول الرجاء على العديد من الكؤوس، من خلال صده للكثير من الضربات الترجيحية، وخاصة في نهائي عصبة أبطال إفريقيا أمام «غولد فيلز الغاني» سنة 1997 والترجي التونسي سنة 1999، وهو اللقب الذي منح الفريق الأخضر تأشيرة المرور إلى أول مونديال للأندية في سنة 2000 بالبرازيل. اختار منذ نعومة أظافره أن يكون حارس مرمى، واعتمد على عصاميته وإصراره في شق طريقه قبل أن يلتحق بصغار فريق جمعية الحليب البيضاوية، قبل أن يصبح اسمه فيما بعد الأولمبيك البيضاوي، ومعه صقل موهبته وطور مؤهلاته. يعد المدرب محمد الشاذلي، أول من لقن الحارس مصطفى الشاذلي المبادئ الأولىة لحراسة المرمى. فرغم أن التداريب كانت عفوية وعشوائية إلا أنها أكسبت الحارس الشاذلي مناعة وقوة شخصية، وهي التي هيأته ليكون حارسا متميزا داخل المرمى، رغم قامته القصيرة. لا يخفي مصطفى الشاذلي الدور الكبير الذي لعبه والده رحمه الله في رسم طريقه، فقد كان سنده ومستشاره وموجهه إلى أن بلغ مرحلة النضج، وذلل له الكثير من الصعاب، وساعده حتى بلغ المنتخب الوطني، الذي شارك رفقته في كأس الأمم الإفريقية، وأيضا في مونديال فرنسا 1998، لكن الحظ عاكسه، وظل حبيس كرسي الاحتياط. ويفتخر مصطفى الشاذلي بأنه ظل الحارس الرسمي منذ أول مباراة له مع جمعية الحليب في مختلف الفئات إلى غاية آخر مباراة له مع المغرب التطواني، وهذا راجع بالأساس إلى جديته في التداريب، وكذا سرعة ردود فعله داخل المرمى، الأمر الذي جعل عبد اللطيف أنيس، الذي كان يشرف على تداريب شبان جمعية الحليب، يطلق عليه لقب «المش»، وهو اللقب الذي استعاده مع رشيد البوصيري، الذي كان عضوا بارزا في المكتب المسير لفريق الرجاء البيضاوي خلال نهاية التسعينات. بالإضافة إلى إنجازاته وعطاءاته داخل المرمى، يبقى مصطفى الشاذلي نموذجا للرياضي الخلوق، والمثال الذي يمكن للصغار أن يقتدوا به، لما يتميز به من قدرة على قراءة أفكار الخصم وسرعة ردود أفعاله، التي كانت في بعض الفترات سببا في إهداء الرجاء العديد من الألقاب. بعد أن أنهى مشواره رفقة فريق الجيش الملكي، تلقى الشاذلي بعض العروض من أندية تمارس بالقسم الأول، إلا قرر التوقف، والتفرغ لعائلته الصغيرة، وأيضا دخول مجال التكوين، وتوسيع مداركه العلمية و الأكاديمية في مجال تخصصه، حتى ينقل تجربته للممارسين الصغار، الذين اختاروا المرمى، كما أنه لا يخفي طموحه لولوع عالم التدريب، وله في الناخب الوطني السابق بادو الزاكي الإسوة الحسنة، لأنه واثق من قدرته على النجاح في مهمة التأطير مثلما نجح في مهمته كحارس مرمى.